نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، مساء أمس الجمعة بمقر عمالة إقليم طانطان، مهرجانا خطابيا، تخليدا للذكرى الـ68 لإنطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بجنوب المملكة.
و في كلمة بالمناسبة، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن هذه الذكرى تعتبر معلمة تاريخية وازنة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية و الإستقلال و الوحدة الترابية، و محطة نضالية متميزة شاهدة على الأواصر المتينة و الوشائج القوية التي تجمع بين الشعب المغربي الأبي و الدوحة العلوية الشريفة.
و أبرز المتحدث نفسه، أن هذه الذكرى مناسبة لإستحضار السياق التاريخي لهذا الحدث الوطني البارز لتدبر دلالاته و مغازيه و إستخلاص الدروس و العبر، و كذا الإعتزاز بروائع و مفاخر النضال البطولي الذي خاضه أبناء الأقاليم الجنوبية في ملحمة العرش و الشعب، و مواقفهم التاريخية الموصولة غداة عودة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، و أسرته الكريمة من المنفى.
و أشار إلى أن هذه الذكرى تنم عن إسترخاص أبناء هذه الربوع المجاهدة الأشاوس دماءهم و أرواحهم دفاعا عن المقدسات الدينية و الثوابت الوطنية و الذود عن حياض الوطن و حماية تخومه من الأطماع التوسعية للإحتلال الأجنبي.
و إستحضر المندوب السامي الملاحم البطولية في مسلسل الكفاح الوطني البطولي الذي خاضه الشعب المغربي قاطبة و أبناء هذه الربوع من الأقاليم الصحراوية المجاهدة بقيادة العرش العلوي المجاهد من أجل الإستقلال و الوحدة الترابية للمملكة من أقصى الشمال الى أقصى تخوم الصحراء، مضيفا أن هذه الربوع تفاعلت مع كافة المحطات النضالية و النداءات التي أطلقها بطل التحرير و الإستقلال و الوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس منذ عودته من المنفى إلى أرض الوطن.
و من هذه الملاحم الخالدة، يضيف المتحدث نفسه، معارك ضد القوات الإستعمارية الفرنسية في مناطق “أم العشار” و “مركالة” و “العوينات”، و “لمسيد” و “الدشيرة”، حتى تحقق بفعل هذه البطولات و الملاحم إسترجاع منطقة طرفاية سنة 1958 ، بفضل العزم القوي و الإرادة الصلبة و الإيمان الراسخ و الإلتحام الوثيق بين القمة و القاعدة.
و تميز هذا اللقاء، الذي حضره الكاتب العام لعمالة إقليم طانطان، علي بوقسيم، و منتخبون و شخصيات مدنية و عسكرية، بتكريم 8 من صفوة قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير من أبناء إقليم طانطان، و توزيع 89 إعانة مالية بمبلغ إجمالي يقدر بأزيد من 356 ألف درهم، على عدد من قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير و أرامل المتوفين منهم، و التي تهم إحداث مشاريع إقتصادية، و الإسعاف الإجتماعي، و واجب العزاء، و أداء مناسك الحج.