قلعة السراغنة : أمسية فنية في فن المديح و السماع الصوفي

0 157

أقيمت أمس السبت بقلعة السراغنة، أمسية فنية في فن المديح و السماع الصوفي، و ذلك في إطار فعاليات الدورة السابعة لملتقى سماع تساوت للثقافة و الفنون الصوفية (21 -23 نونبر).

و إستمتع الحضور خلال هذه الأمسية بروائع من الأمداح النبوية و السماع الصوفي الممزوج بنغمات شجية و إيقاعات موزونة أدتها مجموعة من شيوخ و أقطاب هذا الفن بالمغرب أمثال التهامي الحراق، و محمد عز الدين، و محمد بنيس، و إدريس الصوابني و غيرهم من المنشدين.

و تخلل فقرات هذه الأمسية الفنية، تكريمات لبعض الوجوه التي ساهمت في إنجاح هذا الملتقى الثقافي، إلى جانب الإحتفاء بالراحل الشاب كريم الطاهر عضو مجموعة الزاوية الرحالية، إعترافا بإسهامه في إشعاع فن السماع و المديح بمدينة قلعة السراغنة.

و يهدف ملتقى سماع تساوت للثقافة و الفنون الصوفية، المنظم من قبل جمعية الكوثر للمديح و السماع و المحافظة على التراث، بتعاون مع وزارة الثقافة و الشباب و التواصل، و مجلس جهة مراكش آسفي، و بتنسيق مع منظمة العالم الإسلامي للتربية و العلوم و الثقافة، و الرابطة المحمدية للعلماء، و جامعة القاضي عياض، إلى مد جسور التواصل بين الشيوخ و الشباب و تعريفهم بهذا الموروث الثقافي و الروحي.

و أوضح جواد الشاري، مدير ملتقى سماع تساوت للثقافة و الفنون الصوفية، في تصريح للصحافة، أن هذا الملتقى، يشكل نقطة التقاء لمجموعة من الأدباء و المفكرين و الكتاب و العلماء المرموقين، و فرصة للإرتقاء بالمشاريع الأدبية و البحثية و الفكرية التي تعنى بفنون الآداب الصوفية و الفنون الموسيقية الروحية.

و أبرز مساهمة هذه التظاهرة في تعزيز المشهد الثقافي و الفني بمدينة قلعة السراغنة، و تعريف الأجيال الصاعدة بفن السماع الصوفي، معتبرا أن جمعية الكوثر للمديح و السماع و المحافظة على التراث، التي تعنى بالجانب الفكري و الثقافي و الفني، قطعت أشواطا كبيرة للعناية و النهوض بفن المديح و السماع الصوفي.

و أشار من جهة أخرى، إلى أن برنامج هذه التظاهرة إشتمل على ندوات فكرية و علمية ناقشت راهنية التصوف و مساراته، و الإجابة على مجموعة من التساؤلات حول الأدب الصوفي، إلى جانب إستعراض التجربة المعرفية للأديب عبد الإله بن عرفة، نائب المدير العام لمنظمة الإيسيسكو.

من جانبه، قال الباحث الأكاديمي، التهامي الحراق، في تصريح مماثل، أن مشاركته في هذا الملتقى تهدف إلى المساهمة في إبراز القيمة الحضارية و الروحية و الجمالية لفن السماع بالمغرب، و كذا المضامين التربوية لهذا الموروث الجمالي، منوها بالجهود التي تبذلها الجهة المنظمة للحفاظ على هذا التراث الفني.

من جهته، أشاد محمد المرتضي البومسهولي، شيخ الطريقة الحبيبية بقلعة مكونة، بالحضور المتميز للشباب لفعاليات هذا الملتقى مما يعكس شغفهم بهذا الفن الروحي، مبرزا الدور الذي تلعبه مدينة قلعة السراغنة في تطوير و الحفاظ على فن السماع.

يشار أن برنامج الملتقى، الذي نظم على مدى ثلاثة أيام، تضمن ندوات فكرية تناولت بالأساس “المشروع الأدبي و النقدي” للأديب عبد الإله بن عرفة، الذي يؤسس لمرحلة جديدة من الأدب الصوفي و من الرواية، و “التصوف و رهانات الحاضر أسئلة و مسارات”، و “الأدب الصوفي الخصائص و التجليات”.

كما تضمن برنامج هذه التظاهرة، المنظمة بدعم من وزارة الثقافة و الشباب و التواصل، في إطار إحتفالية مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024، معرضا للخط العربي، و حفلات موسيقية روحية شارك فيها عدد من الفنانين و المبدعين، و تكريم متخصصين في الأدب و الفكر الصوفي و الفنون التراثية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.