ألهب الفنان المالي، الشيخ تيديان سيك، رمز موسيقى الجاز الإفريقي، جمهور مدينة الصويرة مساء الأحد في حفل رائع إختتم فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان “الجاز تحت شجرة الأركان”.
و خلال هذه الأمسية الممتعة، التي عرفت حضور مستشار جلالة الملك و الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى في المجال الدبلوماسي و الثقافي والفني، سافر الجمهور إلى عالم موسيقي آسر و مؤثر على إيقاعات الإنفتاح و التقاسم و التقارب تجسد تقليدا عريقا لمدينة الصويرة.
و إستهلت الأمسية بأداء مميز لثلاثي مغربي إسباني جمع علاء زويتن على آلة العود، و نوفل منتصر على القيثارة، و أنطونيو مورينو على آلة الكاجون، الذين مزجوا بين إيقاعات الفلامنكو و الألحان العربية الأندلسية، آخذين الجمهور الشغوف في رحلة موسيقية متوسطية داخل الفضاء السوسيو ثقافي “دار الصويري”.
و من خلال الاتقان التام للآلات، قدم هذا الثلاثي لمحبي الموسيقى لوحة غنية و متنوعة من الإيقاعات تجمع بين التقليد و الحداثة من الريبيرتوار العربي الأندلسي، مثل “لما بدا يتهانا”، و التي تم أداؤها بحسس مرهف و ببراعة.
إثر ذلك إعتلى المنصة الشيخ تيديان سيك مرفوقا بثلة من الموسيقيين الإستثنائيين أبرزهم ويل كالهون عازف طقم الطبول، و جوزيف جونيور أوميسيل على الساكسفون، و مومو حفصي على الكمان، و أداما بيلورو على “البلافون”.
و من خلال صوته القوي و روح الدعابة لديه، إستطاع رمز الموسيقى المالية و منذ اللحظات الأولى، خلق تواصل فوري مع الجمهور، حيث بدت كل نغمة يتم عزفها تحكي قصة آسرة.
كما احتفى برمز موسيقى الجاز الإفريقي -الأمريكي، راندي ويستون، من خلال إعادة عزف ألحانه بنفس معاصر و إحساس مرهف.
و في تصريح للصحافة، أعرب الشيخ تيديان سيك، عن سعادته بتقديم هذا الحفل الموسيقي بمدينة الرياح التي وصفها ب”فضاء ساحر و ملهم مليء بالتاريخ و الإنفتاح الثقافي”.
و أضاف “الصويرة مدينة تتنفس الفن و الحوار. إنه لشرف كبير أن اختتم هذا المهرجان المرموق الذي يجسد قيم التقاسم و التنوع التي أؤمن بها بعمق”، مؤكدا على أهمية نسج الفنانين الأفارقة روابط مع بقية العالم مع الحفاظ على أصالة و غنى تقاليدهم الثقافية.
من جانبه، عبر الفنان علاء زويتن، في تصريح مماثل، عن سعادته بالمشاركة في النسخة الثامنة من هذا المهرجان الذي “يعد موعدا فريدا يحتفي بالتنوع الموسيقي و الثقافي”.
و قال إنها “فرحة غامرة أن أحيي حفلا بالصويرة المدينة التي يلتقي فيها التاريخ و الفن و الإنفتاح في إنسجام تام”.
من جهة أخرى، إختتمت الأمسية في أجواء إحتفالية و ودية مع فقرة ” “Midnight Jam Sessions المخصصة للإرتجال، حيث تقاسم الفنانون و عشاق الموسيقى المنصة ليطلقوا العنان لإبداعهم في جو إتسم بالأخوة الموسيقية و الإحتفال الجماعي، تجسيدا لتقليد صويري أصيل.
و تعزز النسخة الثامنة لمهرجان “الجاز تحت شجرة الأركان” المنظم من قبل جمعية الصويرة موكادور، مكانة مدينة الرياح كملتقى ثقافي و مختبر حي للإبداع الفني حيث يتجدد التراث من أجل حوار أفضل مع المستقبل.
و تضمن برنامج هذه التظاهرة الموسيقية العالمية، التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام، حفلات موسيقية و ورشات و معارض لإمتاع عشاق الجاز و موسيقى العالم، إلى جانب منتدى فكري ضم موسيقيين و باحثين و إعلاميين و محبي فن الجاز لمناقشة الرهانات المعاصرة للموسيقى و الثقافة و التبادلات الثقافية.