جرى، مساء أمس الثلاثاء بدار المغرب في باريس، تقديم كتاب جماعي حول مولاي ادريس زرهون يحمل عنوان (Les amoureux de Moulay Idriss Zerhoun)، بحضور ثلة من الباحثين و الجامعيين و المؤرخين.
و هذا الكتاب، الصادر شهر ماي 2024 و المخصص بالكامل لمدينة مولاي إدريس زرهون، هو ثمرة مساهمات حوالي خمسة عشر كاتبا و فنانا و رساما و شاعرا شغوفا.
و يستكشف العمل الجوانب المتعددة لمدينة غنية بالتاريخ و آسرة بجمالها.
و من خلال نصوص المؤلفين يسلط الكتاب، الواقع في 126 صفحة و الصادر عن دار النشر “أفريك أوريون”، الضوء على العمق الثقافي و الجاذبية الفريدة لهذه المدينة المغربية ذات الطابع الرمزي الخاص، مقدما نظرة غير مسبوقة على كنوزها التراثية.
و مما جاء في تقديم الكتاب : “تتنوع النصوص كتنوع المساهمين في هذا العمل، حيث يحاول كل واحد منهم الإحتفاء، بطريقته الخاصة، بمدينة نحمل جميعنا آثارها بكل فخر.
ففي كل مرة نتذكر فيها الأماكن و الناس و الروائح و النكهات و الألوان التي تجعل من مولاي إدريس زرهون مدينة مميزة للغاية، نشعر بحنين إلى الماضي.
إنها مدينة مثيرة للإهتمام لا سيما للأشخاص الذين يكتشفونها للمرة الأولى”.
و من الرسم إلى الشعر، و النثر إلى سرد السيرة الذاتية، يقدم الكتاب الجماعي للقارئ “رحلة في عالم عاطفي”، تعكس بعمق قوة الروابط التي تجمع المؤلفين بمدينة مولاي إدريس زرهون.
و وفقا لمؤلفيه : “يمكن إعتبار الكتاب الجماعي سردا إثنوغرافيا، فهو يأخذ القارئ في رحلة عبر عالم ثقافي متنوع. تارة، سينجذب القارئ إلى شهادات ذات طابع وصفي، و في أحيان أخرى سيقدر النظرة التحليلية التي تسلط الضوء على مدينة تتميز بتنوعها الثقافي”.
و في تصريح للصحافة، على هامش حفل تقديم هذا الإصدار الذي أطره الكاتب كبير مصطفى عمي، أشار عبد الله الشبيهي، أحد مؤلفي الكتاب، إلى أن “هذا الحدث كان فرصة للباريسيين و أفراد الجالية المغربية في فرنسا لإكتشاف التراث الثقافي الغني لمولاي إدريس زرهون و الحمولة الروحية و التاريخ العظيم لهذه المدينة”.
و أوضح أن الكتاب ليس عملا أكاديميا، بل هو “عمل حول الذاكرة”، يتغذى من قصص السكان و ذكريات طفولتهم و عواطفهم ومشاعرهم، مضيفا “أنها باقة حقيقية مفعمة بالحنين، و تعبير صادق عن التعلق بهذه المدينة التي كانت الدافع وراء هذا المشروع”.
من جانبه، أكد عبد الله بن مليح، منسق الكتاب، أن هذه المبادرة “تمثل مساهمة متواضعة و لكنها ضرورية للحفاظ على ملامح ذاكرة ثقافية ثمينة”، مشيرا إلى الأهمية المركزية لمدينة مولاي إدريس زرهون في المخيال السياسي و الديني المغربي
كما أكد أن هذا العمل قد ألهم آخرين لإطلاق مشاريع مماثلة تسلط الضوء على مدن مغربية أخرى، مضيفا أن هذه المبادرة تعمل أيضا على زيادة الوعي بأهمية الحفاظ و تثمين التراث الإستثنائي لمدينة مولاي إدريس زرهون.