مونديال 2030..الحكومة تعمل على الإرتقاء بمنتجات الصناعة التقليدية لإبراز أصالة الهوية الوطنية

0 77

قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الإثنين بمجلس النواب، أن الحكومة تعمل، في أفق إستضافة المملكة لأحداث رياضية كبرى، على دعم قطاع السياحة و دعم المهنيين للإرتقاء بمختلف منتوجات الصناع التقليديين، لإبراز أصالة الهوية الوطنية و تلبية رغبات الأفواج السياحية المنتظر توافدها على المغرب.

و أكد رئيس الحكومة في عرض خلال جلسة الأسئلة الشفوية الشهرية حول السياسة العامة التي خصصت لموضوع “التوجهات الكبرى للسياسة السياحية بالمغرب”، أن هذه العناية تأتي إنسجاما مع الإهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس، لهذا القطاع و إستنادا إلى الأهداف الإستراتيجية المحددة في خارطة طريق قطاع السياحة، و كذا إستحضارا للتظاهرات الرياضية التي ستحتضنها المملكة سنتي 2025 و 2030.

و أبرز أن الصناعة التقليدية تلعب دورا محوريا في الترويج للمغرب و تكريسه كوجهة عالمية، بالنظر لكون المنتوج التقليدي يكتنز حمولة ثقافية و حضارية و تراثية تجعله منتوجا سياحيا بإمتياز يساهم في التعريف بالهوية المغربية و إبراز خصوصياتها.

و أضاف أن قطاع الصناعة التقليدية يعد رافعة مهمة للتنمية الإجتماعية و الإقتصادية، حيث يشغل حوالي 22 في المائة من السكان النشطين، و يساهم بنسبة 7 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي، و يصدر حوالي مليار درهم سنويا للخارج، مشيرا إلى أنه يرتبط بشكل وثيق بقطاع السياحة، حيث أن ما يفوق 10 في المائة من إجمالي نفقات السياح أثناء إقامتهم في المملكة عبارة عن مقتنيات لمنتجات الصناعة التقليدية.

و قال رئيس الحكومة، أنه “إذا كان إحداث كتابة للدولة مكلفة بالصناعة التقليدية و الإقتصاد الإجتماعي و التضامني هو أولى الخطوات المتخذة في هذا الإتجاه، مع ما يعكسه ذلك من إهتمام خاص يوليه جلالة الملك، حفظه الله، للقطاع، و تعبير عن إرادة حكومية صادقة لتقريب مصادر القرار من الصناع التقليديين و باقي فاعلي القطاع، فقد عملت الحكومة على حماية منتوجات الصناعة التقليدية من المنافسة غير المشروعة، عبر تسجيل علامات الجودة على المستويين الوطني و الدولي”.

و أشار إلى أن الحكومة أطلقت مجموعة من المبادرات لتطوير سلسلة القيمة بالنسبة لبعض الحرف الرئيسية، بهدف تحسين جودتها و جعلها أكثر جاذبية للسوقين الداخلي و الخارجي، إلى جانب إطلاق برنامج “الكنوز الحرفية المغربية” بالتعاون مع منظمة اليونسكو، و الذي يهدف إلى حماية ونقل المهارات المرتبطة بـ32 حرفة مهددة بالإندثار، مما يضمن إستدامة التراث الحرفي و جعله عنصرا رئيسيا في الجذب السياحي.

و أضاف : “عندما نقول أن مقاربتنا لتطوير القطاع السياحي مقاربة أفقية شاملة متعددة الأبعاد، فإننا نجسد ذلك قولا و فعلا، عبر الإهتمام بمختلف الروافد التي من الممكن أن تسوق للوجهة المغربية”، مثمنا “الدور الهام الذي تلعبه الرياضة في تعزيز القطاع السياحي بالمغرب، حيث أصبحت تشكل عنصرا أساسيا في هذه الصناعة”.

في هذا السياق، أشار أخنوش إلى أن الحكومة حرصت، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، على ترسيخ مكانة المغرب كوجهة رياضية عالمية من خلال إستضافة تظاهرات رياضية كبرى، تعكس قدرتها على تنظيم فعاليات بمستوى عالمي، مما يعزز من جاذبية المغرب السياحية و يروج لصورة المملكة كمنصة تجمع بين الرياضة و الثقافة و السياحة.

و شدد على أن احتضان المغرب لبطولتي كأس الأمم الإفريقية 2025 و كأس العالم 2030 و مواعيد رياضية أخرى يشكل فرصة كبرى لتعزيز مكانتها على الساحة العالمية كوجهة سياحية متميزة.

و تابع بالقول، أنه “و إذ نعتبر إحتضان هذه التظاهرات الرياضية مناسبة حقيقية للتعريف بالثقافة المغربية الغنية، و تراثنا العريق، و طبيعتنا المتنوعة، فإننا نعي جيدا أن بلادنا ستكون أمام لحظة إستثنائية بكل المقاييس لكتابة فصل جديد في تاريخ السياحة المغربية، تعزز مكانة بلدنا على خريطة السياحة الدولية، و ذلك من خلال جذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم”.

و أكد أخنوش أن مختلف النجاحات التي حققتها المملكة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، على مختلف المستويات و الأصعدة، و من بينها النتائج المبهرة التي تم تحقيقها في القطاع السياحي، “ستشكل بالنسبة إلينا حافزا مهما لمواصلة العمل لبناء مغرب المستقبل الذي نسعى إليه جميعا”.

و شدد على أن الحكومة تدرك جيدا أن “ذلك لن يتحقق إلا من خلال الشراكة الوثيقة و الموثوقة بين مختلف المتدخلين، و ضمان الإلتقائية بين مختلف القطاعات، في إطار المقاربة الأفقية الشاملة المتعددة الأبعاد التي إتخذناها في عملنا الحكومي فلسفة و منهاجا”، داعيا إلى انخراط الجميع لإنجاح مختلف البرامج و الأوراش التي تفتحها المملكة في أفق سنة 2030.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.