مرزوكة : لوحة طبيعية خلابة تعكس إشعاع السياحة الوطنية

0 76

يتوافد السياح من كل حدب و صوب على مرزوكة، جنة الرمال الذهبية التي لا تعوزها المؤهلات لجذب عشاق الفضاءات الطبيعية الشاسعة، ليعلنوا بداية ذروة الموسم السياحي في هذه المنطقة.

بحثا عن مفهوم مختلف للزمن و المكان، يقصد سياح من مختلف الجنسيات، طريق الرشيدية-أرفود-الريصاني التي تنساب بين منعرجات جبال الأطلس الكبير و الوديان الخضراء، حيث تتناثر القرى المشيدة بالطين و القصبات التاريخية.

فسواء على متن دراجات نارية من الحجم الكبير أو مستقلين حافلات للنقل السياحي أو عربات رباعية الدفع، لا يفوت السياح الباحثون عن تغيير الأجواء و التماهي مع الطبيعة، هذه الفرصة السانحة للإستمتاع بروعة المشاهد الطبيعية للواحات الساحرة، قبل وصولهم إلى مرزوكة للتملي بكثبانها الرملية الذهبية التي يطلق عليها “عرق”، بما في ذلك الموقع الشهير “لعرق الشبي” حيث تم تصوير أفلام عالمية شهيرة مثل فيلم لورنس العرب، و المومياء، و الفيلق le légionnaire.

و تعتبر يانغ، و هي سائحة صينية قدمت من شنغهاي في إطار رحلة سياحية منظمة، أن “زائر مرزوكة لا يكاد يصدق أنه موجود فعلا في قلب الصحراء”.

و ذلك لسبب وجيه بالنظر إلى البحيرات ذات المياه البلورية التي تشكلت عند سفوح الكثبان الرملية بعد أمطار الخير التي شهدتها المنطقة في شهري شتنبر و أكتوبر الماضيين.

و قالت السائحة الصينية التي كانت تتأهب للذهاب في رحلة على ظهر الإبل إنها “منبهرة” بالفضاءات الصحراوية الشاسعة التي تبعث على التأمل و إستعادة الهدوء و صفاء الذهن، و لكن أيضا ركوب مغامرات و إستشعار أحاسيس مثيرة.

في فصل الشتاء، تكون درجات الحرارة أكثر إعتدالا في مرزوكة. و ترتفع درجة الحرارة تدريجيا إلى 22 درجة، مما يتيح للزوار ممارسة مجموعة من الأنشطة تتنوع بين الرحلات و التزلج على الرمال و التحليق بالمظلات و الرحلات على ظهر الجمال و الجولات على متن العربات رباعية الدفع.

و في هذا الصدد، يعلق المهنيون و أصحاب المؤسسات السياحية آمالا كبيرة على إقبال أكبر في هذا الوقت من العام، على غرار حسن أغداوي، المسؤول عن الحجز السياحي في فندق من فئة 4 نجوم في مرزوكة، و الذي سجل توافدا سياحيا مرتفعا خلال هذا الفترة من العام مع معدلات ملء تصل إلى 90 بالمائة.

و أوضح في هذا السياق : “في هذا الوقت من العام، نشهد زيادة ملحوظة في عدد السياح، و خاصة الصينيين منهم، الذين يغتنمون أعياد رأس السنة الصينية لبرمجة عطلاتهم في الخارج”.

و لم يفت السيد أغداوي تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز الربط الجوي للمملكة، مستشهدا على سبيل المثال بالخط المباشر بين بكين و الدار البيضاء، الذي أعطى إستئنافه بالفعل دفعة قوية للسياحة الوطنية.

و سجل رئيس المجلس الاقليمي للسياحة بالرشيدية، صادوق عبد الدايم، أن مرزوكة تشهد توافدا كبيرا للسياح خاصة خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل، مشيرا إلى أن أكثر من 140 ألف سائح زاروا مرزوكة في يناير الماضي.

ودعا إلى تنويع العروض المبتكرة والمستدامة وتكثيف الأنشطة السياحية بهذه الوجهة من أجل تشجيع السياح على تمديد فترات إقامتهم في المنطقة.

وأكد المسؤول على أهمية حملات الترويج السياحي و التسويق الموجهة للأسواق الدولية من أجل تعزيز جاذبية وجهة مرزوكة كقطب سياحي وطني ودولي.

و تعتبر مرزوكة أيضا قبلة لمحبي المغامرة و الرياضات الميكانيكية الذين يجوبون تضاريسها الطبيعية بحثا عن الإثارة و الحرية و متعة قيادة السيارات.

و على الطريق المؤدية إلى مرزوكة، كان هناك حوالي مائة سائق، معظمهم من الفرنسيين، يقومون بإجراء آخر الإستعدادت قبل الإنطلاق في سباق للسيارات ذات الدفع الثنائي.

و أوضحت المسؤولة عن هذه المسابقة، في تصريح للصحافة، أن الأمر يتعلق برالي باب الرايد الذي تقام دورته لعام 2025 خلال الفترة مابين 1 و 12 فبراير بين كل من فرنسا و إسبانيا و المغرب، مشيرة إلى أن هذه المنافسة التي تضم 131 طاقما تقدم مفهوما فريدا يجمع بين الملاحة و التحديات الممتعة و المرحة و روح التضامن.

و قالت قبيل إنطلاق المتنافسين : “لقد انبهر المشاركون بجمال و تنوع المناظر الطبيعية في المغرب، هذا البلد المضياف للغاية”.

و إذا كانت مرزوكة قد نجحت في إحتلال مكانة متميزة على صعيد السياحة الوطنية و الدولية، فإن البعض يعتقد أن هذه الوجهة تتوفر على مؤهلات غير مستغلة، مما يدل على أهمية تعزيز حملات التواصل و التسويق المستهدفة، و مبادرات التوعية و تدريب المهنيين في القطاع بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في المعارض و التظاهرات الدولية ذات الطابع الإقتصادي و السياحي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.