مراكش..حركية تجارية دؤوبة مع حلول شهر رمضان الفضيل

0 74

يعد رمضان شهرا إستثنائيا و مناسبة متفردة تشحد فيها العزائم و يزداد الإقبال على العبادة و الصلاة، و تتغير معه العادات الغذائية و الإستهلاكية للمغاربة عموما، و المراكشيين خصوصا، و هو ما يعكسه التوافد القوي و غير المعتاد على مجموعة من المنتجات الضرورية في إعداد أطباق تتسيد مائدة الإفطار.

و مع إقتراب حلول هذا الشهر الفضيل، بدأت الحركة التجارية تدب في أوصال المساحات التجارية الكبرى و مختلف الأسواق الكبرى و الصغيرة التي تؤثت مختلف أحياء المدينة الحمراء، مكتسبة زخما يلاحظ منذ أيام.

كما يدفع هذا الطلب القوي إلى بروز مهن موسمية تزدهر مع إقتراب شهر الرحمات، مؤدية بذلك إلى رواج تجاري يعم مختلف نقاط البيع بالمدينة الحمراء.

و تشمل هذه الدينامية غير المعتادة، التي تشهدها أسواق مراكش، أساسا، المنتجات الضرورية لإعداد الشباكية و البريوات، و سلو، و أطباق أخرى لذيذة، و كذا التمور و القطاني و الأواني اللازمة لمثل هذه المناسبات (طاجين، ملاعق خشبية، أوعية الحساء …)، ما يجسد المكانة الهامة التي يحظى بها شهر رمضان لدى المراكشيين و يعكس تقاليد الطبخ بهذه المدينة العريقة.

و أكد تجار بعدد من نقاط البيع بالمدينة، في تصريحات للصحافة، على أن الإقبال على المنتجات الأساسية كان ملموسا منذ أيام، ذلك أن بعض الأطباق و المأكولات تقتضي تحضيرا مسبقا، موضحين أن هذا الرواج بلغ ذروته خلال الأيام القليلة التي تسبق الشهر الفضيل، خاصة و أن هذه الفترة تتزامن هذه السنة مع نهاية الشهر الجاري و دفع رواتب الموظفين.

و إعتبر رئيس جمعية الكرم لسوق التمور بسوق الجملة بمراكش، عثمان باتا، أن حلول شهر رمضان يحدث رواجا تجاريا حقيقيا في مادة التمور، مشيرا إلى أن الأصناف المحلية لا تمثل سوى 30 في المائة من العرض المقدم للبيع نظرا للظروف المناخية التي تمر بها المملكة.

و أكد أن العرض متوفر على مستوى هذا السوق التجاري الكبير، مما يلبي الطلب المتنوع للزبناء من حيث الأصناف، مشيدا بالجهود التي تبذلها السلطات المختصة من أجل ضمان عرض كاف بالسوق، و من ثم تلبية إحتياجات المستهلكين المغاربة من هذا المنتج الحيوي الذي يعرف إقبالا كبيرا خلال هذه الفترة.

و بعد أن أشار إلى أن أسعار الجملة تظل معقولة و مستقرة على مستوى السوق، أشاد السيد باتا بالجهود اليومية التي تبذلها السلطات و مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لضمان مراقبة الجودة و الأسعار، قبل أن يخلص إلى أن سوق الجملة بمراكش تحول خلال هذه الفترة إلى منصة تجارية وطنية لهذه السلعة نظرا لوفرة البضائع المتوفرة و جودتها.

و في نفس السياق، أشار تاجر التمور، لحسن غزالي، إلى الأثر الذي أحدثته قلة التساقطات المطرية على إنتاج مختلف الأصناف المحلية، مؤكدا بالمقابل، وفرة صنف “المجهول” المغربي، الذي من شأنه تغطية الطلب على الصعيد الوطني، فيما يتجاوز العرض من مختلف الأصناف الأخرى المستوردة الطلب.

من جانبه، أكد التاجر في القطاني بالجملة، أحمد مدبوح، وفرة و تنوع و جودة المنتجات التي تعرف طلبا قويا خلال هذه الفترة (الفول و الحمص و العدس …)، و بأسعار معقولة و في متناول القدرة الشرائية للمواطنين.

و إلى جانب كونه لحظة روحانية بإمتياز، يشكل رمضان فرصة لسكان مراكش لمواصلة إحياء تقاليد الطبخ و الحفاظ على تراث طهي غني و خاص بهذا الشهر المبارك، الأمر الذي يفسر الإقبال غير المعتاد على بعض المنتجات المحددة.

و من هذا المنطلق، تعبأت السلطات و الجهات المعنية من أجل الإستجابة لهذا الطلب الذي بلغ مستويات غير مسبوقة، مقارنة بالأشهر الأخرى من السنة، و ذلك من خلال ضمان تموين كاف للأسواق خلال هذه الفترة التي تتميز بإستهلاك كبير.

و منذ عدة أسابيع، تعمل السلطات بشكل دؤوب على مواكبة هذا الرواج و السهر على مراقبة جودة و إستقرار أسعار المنتجات التي تشهد طلبا قويا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.