صادق مجلس جهة كلميم-وادنون، خلال دورته العادية لشهر مارس 2025، المنعقدة اليوم الإثنين بكلميم، على مجموعة من مشاريع إتفاقيات إطار و شراكة تهم مجالات التنمية السوسيو- إقتصادية و الصحية و الثقافية و البيئة و الرياضية، و كذا النقل و الشباب و التربية و التكوين.
و في هذا الصدد، تمت المصادقة خلال هذه الدورة، التي ترأستها رئيسة مجلس الجهة، مباركة بوعيدة، بحضور والي جهة كلميم وادنون عامل إقليم كلميم، محمد الناجم أبهاي، و عاملي إقليمي، سيدي إفني، و طانطان، و الكاتب العام لعمالة إقليم أسا الزاك، على أربع إتفاقيات إطار، الأولى خاصة بتسريع تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، و التي تهدف إلى وضع منهجية لتحديد الآليات الإجرائية لإستكمال تنزيل هذا الورش.
و بموجب هذه الإتفاقية، تلتزم القطاعات الوزارية المعنية و الجهات في إطار الإختصاصات المخولة لهم بتنزيل هذا الورش، و المتمثلة، بالخصوص، في إستكمال تنزيل الإطار التوجيهي لسنة 2019 المتعلق بتفعيل ممارسة الجهة لإختصاصاتها، و كذا تحديد الآليات الإجرائية لتفعيل ممارسة الجهة لإختصاصاتها الذاتية و المشتركة، و إستكمال تنزيل الميثاق الوطني للاتمركز الإداري، و تفعيل الإجراءات المبرمجة في خارطة الطريق لتنفيذ هذا الميثاق و تقييم نتائجه.
أما الإتفاقية الإطار الثانية فتتعلق بتدبير قطاع النفايات المنزلية و المماثلة لها برسم 2025-2034، و تهدف إلى وضع إطار عام لبرمجة و تمويل مشاريع مراكز الطمر التقني و مراكز طمر و تثمين النفايات، و تأهيل أو إغلاق المطارح العشوائية على الصعيد الوطني.
و تهم هذه الإتفاقية، التي تبلغ كلفتها الإجمالية ما يناهز 27 مليار درهم، منها 236 مليون درهم ستخصص لجهة كلميم وادنون موزعة على 167 مليون درهم لتمويل مشاريع مراكز الطمر التقني و مراكز طمر و تثمين النفايات(3 مشاريع) و سيساهم فيها مجلس الجهة ب8 ملايين درهم، و 69 مليون درهم لتمويل تأهيل و إغلاق المطارح العشوائية (5 مشاريع) سيساهم فيها مجلس الجهة ب 5 ملايين درهم.
و بخصوص الإتفاقية الإطار الثالثة تهم تمويل البرنامج الإستثماري الخاص بالنموذج الجديد لعقود التدبير المفوض للنقل العمومي الحضري و ما بين الجماعات بواسطة الحافلات.
و تهدف هذه الاتفاقية إلى تحديد شروط وكيفيات التمويل المتعلقة بالبرنامج الاستثماري الذي يتم تمويله بنحو 11 مليار درهم من قبل الجهات، في حدود الثلث من المبلغ الإجمالي للإستثمار (3.66 مليار درهم)، و كذا تحديد مساهمات الأطراف خلال الفترة الممتدة 2025 – 2029.
و تشمل الإستثمارات المعنية، إقتناء الحافلات و أنظمة المساعدة على الإستغلال، و إعلام المسافرين و أنظمة التذاكر، و تهيئة المستودعات و محطات توقف الحافلات، و أعمدة التوقف، و مراكز الصيانة.
أما الإتفاقية الإطار الرابعة فتتعلق بمجال الماء، و تهدف إلى وضع إطار عام لبرمجة و إنجاز مشاريع بشراكة بين الوزارات المعنية و جهات المملكة و الشركاء الآخرين، و ذلك لمواجهة التحديات المتعلقة بمجال الماء، تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتحقيق أهداف الإستراتيجيات و البرامج الوطنية في هذا المجال.
و يتفق الأطراف، بموجب هذه الاتفاقية، على برمجة وتمويل مشاريع تخص مجال الماء، و تشمل بالخصوص، تقوية و تأمين التزود بالماء الصالح للشرب، و السدود التلية و الصغيرة، و الإقتصاد في الماء، و تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب، و إقتناء وحدات تحلية مياه البحر و الأجاجة، و التطهير السائل و إعادة إستعمال المياه المعالجة، و الحماية من الفيضانات.
و ستساهم الجهات في تمويل المشاريع المحددة بمبلغ إجمالي يناهز 11 مليار درهم خلال الفترة 2025-2034، تساهم فيه جهة كلميم وادنون ب 211 مليون درهم.
و تميزت أشغال الدورة أيضا بالمصادقة على إحداث شركة التنمية الجهوية كلميم- وادنون للتهيئة، وعلى نظامها الأساسي.
و تروم هذه الشركة بالخصوص، إطلاق تنفيذ و تتبع إنجاز جميع مشاريع التهيئة الموكولة لها من طرف مجلس الجهة و لاسيما، إعداد الدراسات الهندسية و التقنية للمشاريع، و إعداد ملفات الإستشارة و طلبات العروض المتعلقة بالدراسات و الأشغال للمشاريع المعنية، و كذا تتبع و تنسيق و مراقبة الأشغال لهذه المشاريع.
كما تمت المصادقة على إتفاقية شراكة لتمويل إنجاز برنامج التنمية المندمجة للمركز الصاعد ميرللفت بإقليم سيدي إفني 2025-2026.
و يهدف هذا البرنامج، الذي خصص له غلاف مالي يقدر ب 78 مليون درهم، منها 22 مليون درهم مساهمة من مجلس الجهة، إلى تعزيز التجهيزات العمومية و مرافق القرب، و التنمية الإقتصادية، و تحسين المشهد العمراني، و حماية البيئة و دعم التنمية المستدامة.
و صادق أعضاء المجلس أيضا على ثلاث إتفاقيات شراكة مع وزارة الصناعة و التجارة، من أجل تمويل إحداث مناطق للأنشطة الإقتصادية، الأولى تهم منطقة الأنشطة الإقتصادية بإقليم سيدي إفني (90 مليون درهم)، و الثانية تتعلق بمنطقة الأنشطة الإقتصادية بأسا (60 مليون درهم)، ثم إتفاقية خصوصية (20 مليون درهم) لإستكمال أشغال منطقة الأنشطة الإقتصادية المسماة ” Cactopole” الواقعة بجماعة أسرير إقليم كلميم.
و تهدف هاته الإتفاقيات الثلاث إلى تحسين جاذبية المجال الترابي للجهة، و ضمان الإستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، و إعتماد تدابير ترمي إلى تشجيع المقاولة و بيئتها لإقامة الأنشطة المنتجة للثروة و فرص العمل.
من جهة أخرى، تمت المصادقة على مشروع إتفاقية مع وزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة، و المؤسسة المغربية للتعليم الأولي، و التي تهم تعزيز جودة التعليم الأولي بالجهة.
و تشمل هذه الشراكة (44.3 مليون درهم) جميع المشاريع التي تهدف إلى تحسين جودة عرض التعليم الأولي بالأقسام المسيرة من طرف المؤسسة و ذلك عبر، بالخصوص، تهيئة و صيانة وحدات و فضاءات التعليم الأولي.
و في المجال الرياضي، تمت المصادقة على إتفاقية شراكة لإحداث ملعب كرة القدم بمدينة كلميم.
و يهدف هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 250 مليون درهم، و تسع مدرجاته ل 10.000 متفرج، إلى النهوض بالممارسة الرياضية و المساهمة في تطويرها بالجهة، و أجرأة إستراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتطوير التكوين و إبراز المواهب الواعدة بالجهة، و كذا تعزيز البنيات التحتية.
و في الشق الثقافي، تمت المصادقة على ثلاث إتفاقيات، الأولى خصوصية من أجل التنشيط الثقافي بالجهة (10.6 مليون درهم)، و التي تهدف إلى جعل الجهة مرجعا في مجال تحفيز الثقافة الوطنية، و خلق منظومة ثقافية متكاملة، و تقديم برنامج منظم و متعدد يسعى إلى إبراز التراث المحلي و تعزيز ظهور أشكال جديدة من التعبير الفني.
أما الإتفاقية الثانية فتهم تنظيم برنامج تكويني مبتكر في مهن السينما من أجل تأهيل الشباب لولوج السوق العمل في مجال السينما و السمعي البصري.
و تروم الإتفاقية تأهيل الشباب لسوق العمل في مجال السينما و السمعي البصري، و إنتاج أفلام ترويجية تعكس جمال و ثقافة الجهة، و فتح آفاق جديدة في صناعة السينما، و ترويج الجهة كوجهة سياحية و ثقافية، و كذا تكوين و تدريب 100 مستفيدة.
أما الإتفاقية الثالثة في الشق الثقافي، فتهم دعم الخدمات الموجهة للشباب، و ذلك من خلال خلق مجموعة من الإمتيازات الموجهة للشباب و تشجيعهم على تبادل الخبرات و المهارات في مختلف المجالات و لاسيما الفنية و الثقافية و الإقتصادية و البيئية و الرياضية.
و في مجال التكوين المهني، تمت المصادقة على ثلاث إتفاقيات للشراكة تتعلق بإعادة بناء و تجهيز مجمع الصناعة التقليدية و إحداث مركز للتأهيل المهني في فنون الصناعة التقليدية بمدن أسا (15 مليون درهم)، و سيدي إفني (8 مليون درهم)، و طانطان (8 مليون).
و تمت المصادقة أيضا على إتفاقية لدعم خدمات الجمعيات المسيرة لمراكز تصفية الدم لفائدة مرضى القصور الكلوي بأقاليم الجهة، و كذا اتفاقية للمساهمة في تأهيل و تجهيز مراكز تصفية الدم بالجهة، بالإضافة إلى المصادقة على مذكرة تفاهم مع صندوق الإيداع و التدبير تتعلق بتمويل صندوق جهوي مخصص لدعم المشاريع في مجال الإقتصاد المؤثر أو لها مساهمة ملحوظة في خلق فرص العمل.
و تقرر تأجيل تدارس اتفاقية شراكة تتعلق بتنظيم قوافل طبية بتراب الجهة. و في كلمة بالمناسبة، أكدت السيدة بوعيدة، أن جدول أعمال هذه الدورة يلامس كافة القضايا التنموية بالجهة، و منها نقط تتعلق بالبيئة و الماء و النقل و التنقل، بالإضافة إلى المجالات الإقتصادية و الثقافية و البيئة و الرياضية و الصحية، و كلها تشكل مجالات ذات أولوية قصوى يتعين التنسيق مع الشركاء لمعالجتها و تقديم الحلول الناجعة لها.
كما إستعرضت السيدة بوعيدة، مختلف أنشطة المجلس التي ميزت بين الدورتين، و منها توقيع إعلان نوايا بين مجلس الجهة و الوكالة الفرنسية للتنمية، بهدف تمويل المشروع التنموي للجهة، و ذلك على هامش زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي للمملكة، و كذا المشاركة في فعاليات الدورة ال 13 للمعرض الدولي للتمور بأرفود، و النسخة السابعة لمعرض أليوتيس بأكادير، بالإضافة إلى المشاركة في مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية بمدينة باكو بأذربيجان، و أيضا المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة المنعقدة بمدينة طنجة.