سعاد بلقزيز..ناشطة جمعوية شغوفة بالمحافظة على تراث مراكش

0 66

ما فتئت سعاد بلقزيز، المعروفة بشجاعتها و ديناميتها، تنشط منذ سنوات طويلة، لفائدة المحافظة على التراث المادي و اللامادي لمراكش و تثمينه.

و بفضل تكوينها الذي يجمع بين الهندسة المعمارية و التخطيط العمراني و الجغرافيا و مثابرتها، ساهمت السيدة بلقزيز بشكل نشيط، في إحداث جمعية “تراث” التي تعمل، من دون كلل، في سبيل صون الطابع الأصيل و الغنى الثقافي لهذه المدينة الألفية.

و ساهم إنضمام مجموعة من المهندسين المعماريين و الخبراء في التراث إلى جهود السيدة بلقزيز في توسيع قاعدة الجمعية التي أصبحت تضم اليوم، نحو 15 عضوا.

و قالت السيدة بلقزيز في حديث للصحافة، أن “هذه الجمعية الفتية نجحت في التأسيس لأيام التراث، و هو الحدث الذي يطفئ هذه السنة شمعته الثالثة”، مشيرة إلى أن هذه التظاهرة أتاحت في سنة 2024، للساكنة و الزوار إعادة إكتشاف كنوز هذه المدينة التاريخية من خلال زيارات منظمة غير مسبوقة و عروض لمؤرخين و معماريين و خبراء في التراث.

و حسب السيدة بلقزيز، تضطلع جمعية “تراث” بدور محوري في صون التراث بمراكش، ليس فقط المعمار و المشاهد، بل أيضا، المهارات و التقاليد المحلية.

و مكنت التجربة و المسار المهني الغني لهذه الناشطة الجمعوية من المشاركة في مشاريع كبرى و دراسات حول التعمير و تهيئة التراب ليس فقط بمراكش، بل أيضا، في مدن أخرى كآسفي و الدار البيضاء و تارودانت، حيث كانت وراء بلورة خطة المحافظة على المدينة العتيقة.

و بالمدينة الحمراء، كانت بصمتها حاضرة في الأوراش الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار مشروع “مراكش الحاضرة المتجددة”، بمشاريع تراثية كبرى من قبيل تأهيل مدار “سبعة رجال”، و إعادة تأهيل الملاح و مدار بداخل المدينة العتيقة.

و لعل هذا الشغف بالتراث هو ما دفعها إلى إصدار عدد من المؤلفات، من ضمنها كتاب “معجزة الماء..مراكش، مدينة بساتين مثالية” و “قصور و حصون المنصور الذهبي”، حيث تتساءل عن تاريخ التراث عبر تجميع عدد من المعطيات التاريخية و المعمارية و المائية و الأثرية.

و باتت هذه الخبيرة في التراث مقتنعة بأن المغرب عموما و مراكش خصوصا، يزخران بكنوز تراثية يتعين إستكشافها، قصد نقلها بشكل أمثل للأجيال المستقبلية.

و تابعت “لدي عدد من الإصدارات المرتقبة، من ضمنها مؤلف حول القبة المرابطية و القصبة الموحدية، أحاول من خلالهما أن أنقل هذا الشغف بتراث بلدي”.

و أبرزت السيدة بلقزيز، التي تطمح إلى نقل معرفتها و تجربتها للأجيال الجديدة بعد إنضمامها إلى مدرسة الهندسة المعمارية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بإبن جرير، العناية الخاصة التي توليها المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، للمحافظة على تراثها الوطني وتثمينه، لاسيما عبر إطلاق ورش إعادة تأهيل و تثمين المدن العتيقة لمراكش و فاس و الصويرة، مؤكدة أن أثر هذا التأهيل اليوم، يبدو ملموسا في كل المدن العتيقة.

و أشادت من جهة أخرى، بالتقدم الكبير المحرز في مجال النهوض بحقوق النساء بالمغرب، و ذلك بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدة أن هذا التقدم مكن المرأة المغربية من تعزيز حضورها كفاعل لا محيد عنه في البناء المجتمعي.

و في هذا الصدد، أكدت الفاعلة الجمعوية أن الإحتفال باليوم العالمي للمرأة يمثل فرصة لإبراز هذه المكتسبات، و الإحتفاء بالتقدم المنجز و تكريم جهود و تضحيات الأجيال السابقة، مع التذكير بالتحديات التي لا يزال يتعين مواجهتها لتوطيد مكانة المرأة في المجتمع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.