بلطجية النظام
لا أنسى ذالك اليوم , حينما وقفت أراقب الوضع من قريب , إنه يوم دعت فيه حركة 20 فبراير إلى تنظيم مسيرة بأحد الأحياء الشعبية بمدينة سلا , وبالمناسبة فأنا لا تربطني أية علاقة بهذه الحركة لا من قريب ولا من بعيد وما يفرقني معها أكثر مما يجمعني بها , ولا أعتقد بأنها شيطان كما يصورها البعض , بل أعتقد أن احتضانها لمختلف مكونات الشعب المغربي , من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار , دليل قوي على عدالة مطالبها , ولا أريد الخوض في شرعية الحركة من عدمه , لكن ما أريد التطرق إليه, هو ما شهدته في إحدى مسيراتها في أحد أحياء مدينة سلا , فبينما كنت أراقب المسيرة من قريب , لاحظت في الجانب الأخر مسيرة من نوع أخر , إنها مسيرة البلطجية التي نظمها ممثلوا السلطة المحلية , وأتحمل كامل مسؤلياتي في ما أقوله , وأنا مستعد لتقديم الأدلة الدامغة على ما أقول , ولا يفصل بين المسيرتين إلا بعض الرجال من قوة التدخل السريع .
فأنا لست ضد مسيرة هؤلاء البلاطجة إن كانت لديهم مطالب مشروعة يطالبون بها , فل يذهبوا إلى مكان أخر وليرفعوا مطالبهم بكل حرية , لكن مطلبهم الوحيد الذي رفعوه هو رغبتهم في الهجوم والإنقضاض على المسيرة , رغم قلتهم وعدم قدرتهم على ذالك , فقد تم استقدامهم إلى هذا المكان , وتم تجنيدهم ليتواجهوا مع المواطنين الأخرين , فالبلاطجة منظمون بشكل جيد , ولهم رئيس يرأسهم , يحملونه على الأكتاف ويخطب فيهم , ويردون عليه بالهتافات , وهم يرددون شعارات : طلقونا عليهم , طلقونا عليهم , هي هي .
وما إن انطلقت المسيرة حتى فر هؤلاء كالجردان المدعورة حين تفر إلى جحورها , باختصار شديد يؤسفني أن أرى السلطة تحرض المواطنين بعظهم على بعض , ولا يشرفني أن أرى هكذا أفعال , في بلد يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان , ولازال يمارس مثل هذه الأشكال من البلطجة الممنهجة , كأننا في دولة ميليشيات , وليس دولة مؤسسات , فلدينا مؤسسات أمنية عليها أن تتخد كامل مسؤلياتها , وعليها أن تتصدى لمثل هذه المسيرات إن كانت غير قانونية , لا أن تجند السلطة بلطجية يقومون مقام مؤسسات الدولة , وتتسبب في تصارع الشعب بعضه مع بعض . اللهم إن هذا المنكر
لا غرابة في الموضوع لان المثل المغربي يقول يا للعجب اذا طلع الجمل فوق الحائط اما القط فذاك فعله