مراكش / تنمية بشرية : تعاونية “قدوة”، نموذج للإدماج الإقتصادي للنساء الحرفيات

0 778

تشكل تعاونية “قدوة” التي تنشط في مجال الحرف التقليدية و النسيج بمراكش نموذجا ناجحا للإلتزام الراسخ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل التمكين الإقتصادي للنساء.

و مكنت هذه البنية، المحدثة سنة 2016 و تضم في عضويتها 15 إمرأة، العاملات بها من تحسين وضعيتهن الإقتصادية من خلال إتاحة فرص الشغل لهن، و أيضا توفير إطار مواتي للتطوير الشخصي و المهني، مع العمل على صون المهارة التقليدية المحلية.

و تتميز تعاونية “قدوة”، المعروفة بخبرتها في مجال الطرز و الخياطة، بإتقان لا مثيل له في التقنيات الحرفية المتوارثة عن الأجداد، لاسيما “الغرزة” كتقنية خياطة راقية تنتقل من جيل إلى جيل.

و إلى جانب الإبداعات التقليدية، تقترح التعاونية سلسلة متنوعة من المنتجات الحرفية، تضم لوحات مطرزة بأنماط فريدة، و كذا أغطية أصيلة للوسائد تجمع بين التقليد و الإتقان.

و بفضل عزيمة و مثابرة أعضائها، إستطاعت هذه البنية النسائية أن تفرض نفسها في الساحة الحرفية عبر المشاركة المنتظمة في العديد من المعارض، في خطوة سمحت لها بتوسيع شبكتها و تعزيز حضورها في السوق و جذب طلبيات هامة، و من ثم المساهمة في توسيع أنشطتها خارج المدينة الحمراء.

و تواكب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هذه التعاونية من خلال برنامجها المتعلق ب”تحسين الدخل و الإدماج الإقتصادي للشباب”، حيث وضعت رهن إشارتها معدات حديثة، من ضمنها آلالات للخياطة و أخرى للطرز، و التجهيزات المكتبية، مما ساهم في تحسين إنتاجها و جودة إبداعاتها الحرفية.

و في تصريح للصحافة، أكدت مسيرة التعاونية، فاطمة لعروبي، أن الطرز التقليدي، بأنماطه الراقية، يحتل مكانة أساسية ضمن عمل الحرفيات اللواتي يشتغلن به منذ سنوات، و يحرصن أيضا على صون هذه المهارة العريقة.

و عبرت المتحدثة ذاتها، عن إمتنانها للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي وفرت التجهيزات الضرورية، خاصة الأثاث و آلات الخياطة، مما ساعد على تسهيل عمل الحرفيات و تحسين الإنتاج.

من جانبها، أبرزت الحرفية، حسنية رزوقي، الإنجازات المتعددة للتعاونية، التي تعكس موهبة و مهارة أعضائها، مسجلة أن كل قطعة تعكس العمل الدؤوب لعضوات التعاونية و عنايتهن البالغة بالتفاصيل، مما يساهم في تنوع الإنتاج.

و أضافت رزوقي أن تعاونية “قدوة” تنخرط، إلى جانب نشاطها الحرفي، في نقل المهارات عبر تكوين الأجيال الشابة في مهن النسيج و الصناعة التقليدية، ضمانا لإستدامة هذا الموروث، مؤكدة على الدور الأساسي لهذه المهن في التمكين الإقتصادي للحرفيات و صون هذا الإرث الثقافي الثمين.

و يعكس إلتزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتطوير هذه التعاونية النسائية و مبادرات أخرى مماثلة، الإرادة الأكيدة للنهوض بريادة الأعمال و النهوض بالإقتصاد المحلي، مع المحافظة على التراث الثقافي و الحرفي الغني بكل جهات المملكة.

و منذ إطلاقها سنة 2005، تحرص المبادرة، التي تضع تمكين النساء في صلب أولوياتها، على تعزيز ريادة الأعمال النسائية، مساهمة بذلك في تحسين الوضع السوسيو إقتصادي للنساء المغربيات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.