توزيع وجبات إفطار الصائمين..مبادرات جمعوية ترسخ روح التضامن و التكافل الإجتماعي

0 64

ما إن يهل هلال شهر رمضان المبارك حتى تباشر جمعيات المجتمع المدني بمختلف أنحاء المملكة، مبادراتها التضامنية الرامية إلى ترسيخ روح التآزر، و رسم البسمة على وجه كل محتاج أو عابر سبيل، في إلتفاتات إنسانية تكرس روح التكافل الإجتماعي التي طالما ميزت المجتمع المغربي، من خلال توزيع وجبات الإفطار على الصائمين و تنظيم موائد الرحمان.

فقبل آذان المغرب ببضع ساعات، ينطلق أعضاء و متطوعو جميعة “شبابنا مستقبلنا” بالرباط، من مختلف الأعمار و الفئات، و كلهم حماس و نشاط، لإقتناء مواد غذائية و إعداد وجبات خاصة بهذا الشهر الفضيل، ليتم توزيعها بعد ذلك خلال جولات في الأحياء الشعبية أو أمام المستشفيات و المساجد.

و يحرص القائمون على هذه الجمعية كل سنة على تنظيم مبادرة “بصحة فطورك”، التي تستهدف الأشخاص بدون مأوى و عابري السبيل، من أجل تخفيف عناء شراء و تحضير ما يحتاجون إليه من طعام، خاصة و أن رمضان هذه السنة يصادف فصل الشتاء.

و في هذا السياق، قال رئيس جمعية “شبابنا مستقبلنا”، صلاح الدين الأيوبي، إن متطوعي مدينة الرباط ينتظرون هذه المبادرة بفارغ الصبر، لما لها من دلالة تضامنية و إجتماعية، و أثر واضح في ترسيخ قيم التآزر و نشر روح التطوع.

و أوضح الأيوبي، في تصريح للصحافة، أن الهدف الرئيسي من مثل هذه المبادرات هو تعزيز القيم الإنسانية و بث روح التعاون و الإيخاء.

و مضى رئيس الجمعية قائلا : “نعتزم في السنوات المقبلة، تعميم مبادرة “بصحة فطورك” على نطاق أوسع، ليستفيد منها المزيد من الأشخاص بدون مأوى في كافة أرجاء المدينة و ليس فقط بعض الأحياء”، معتبرا أن تحقيق هذا الهدف يبقى رهينا بتوفير المساعدة اللوجستية من طرف الجهات المعنية و المساهمات العينية من قبل المتطوعين في الجمعية.

و أشار إلى أن جمعية “شبابنا مستقبلنا”، التي تأسست سنة 2021 بالرباط، تهدف في المستقبل القريب إلى إنخراط أكثر من 500 عضو (ة) في مجال التطوع، لتتمكن من تعزيز روح التضامن الإجتماعي بالعاصمة، و خلق منصة شبابية مبتكرة تحت إسم “تطوع معنا”، تستهدف الشابات و الشباب ليكونوا جزءا فاعلا في عالم التطوع.

كما تتطلع الجمعية إلى خلق شراكات قوية على الصعيد الجمعوي مع متطوعي العالم لتبادل الخبرات الدولية و تقوية القدرات و التعرف على مشاريع مستقبلية للتطوع.

و في إلتفاتة إنسانية أخرى، تنظم جمعية “معكم”، التي تأسست سنة 2011 بسلا، موائد لتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين تحمل إسم “خيمة الدراويش”.

و بحسب هذه الجمعية التي أسسها شباب هدفهم نشر روح التآخي و التآزر بشتى أنواعه، و تحقيق قيم التضامن و التكافل الإجتماعي، فإن موائد الرحمان التي تحرص على إعدادها تستقطب أزيد من 300 مستفيد يوميا، منهم عابرو سبيل و أسر معوزة و محتاجون و أي صائم بدون إستثناء.

و تحرص الجمعية على تنظيم و توزيع المهام بين أعضاءها و المتطوعين، من خلال إجتماع لمجموعة العمل، قبل قيام فريق من الشباب بتجهيز الخيمة و الموائد، فيما يتولى مسؤولون بالجمعية مهمة جلب الحاجيات اليومية كالفطائر و البيض و خبز و غيرها.

و ينقسم باقي الأعضاء إلى لجان، منها من تتكلف بالمطبخ و أخرى تقوم بتنظيم و ترتيب مكونات الإفطار، إلى جانب لجنة للخزينة تتولى توزيع كل المستلزمات التي يستعملها الأعضاء في تجهيز أطباق و وجبات الإفطار، إضافة إلى لجان أخرى من بينها لجنة الأطفال التي تقوم بتنظيم ورشات للرسم و التلوين و أنشطة ترفيهية و تربوية أخرى.

و تعكس مبادرات من هذا القبيل، و التي ما فتئت تنتشر، الوعي المتنامي لدى فئة الشباب بأهمية العمل الجمعوي و التضامني، و كذا الحرص على تشجيع هؤلاء على الإنخراط أكثر فأكثر في العمل التطوعي.

و الأكيد أن توفير وجبات الإفطار لعابري السبيل و الفقراء في شهر رمضان الكريم ليس مجرد عمل خيري عابر، بل هو تجسيد حقيقي لقيم الرحمة و المودة، إذ أن كل مبادرة أو مساهمة، مهما كانت صغيرة، تترك أثرا و وقعا إيجابيا و تجعل الشهر الفضيل أكثر بركة و تراحما بين الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.