مراكش : معرض “صدى العيطة” لعبد القادر مسكار، إنغماس في قلب التراث الموسيقي المغربي

0 41

يحتضن رواق “دار الشريفة” بمراكش، إلى غاية 4 أبريل المقبل، معرض “صدى العيطة” للفنان التشكيلي عبد القادر مسكار، تحت عنوان “إنغماس في صرخات و أغاني الروح المغربية”.

و تقترح هذه التظاهرة الفنية، التي تتيح الإطلاع على مجموعة من الأعمال غير المسبوقة، تفكيرا مرئيا حول الأصول الشعبية و الحمولة العاطفية لهذا الصنف الموسيقي العريق، التي تؤديه “الشيخات”، كمغنيات متنقلات حافظات للذاكرة الجماعية.

و يرسم الفنان، عبر لوحاته، تاريخ العيطة عبر إستكشاف حكايات عن الحياة و الحب و الألم التي تنقلها هذه الأصوات النسائية، مع مقارنتها بصنف “البلوز” الموسيقي الذي ظهر في جنوب الولايات المتحدة، و الذي إتسم بدوره، بآلام و آمال عينة مجتمعية عانت من الظلم و تطلعت إلى الحرية.

و في تصريح للصحافة، أوضح مسكار، أن هذا المعرض يسعى إلى أن يكون “جسرا بين عالمين موسيقيين و شكلين تعبيريين شعبيين ولدا من ألم الشعوب، يحمل كل منهما على طريقته ذاكرة حقبة و مجتمع”.

و قال “عبر صدى العيطة، أردت تكريم هؤلاء النسوة، الشيخات، اللواتي إستطعن، من خلال قوة صوتهن، نقل شذرات الحياة و سقطات الحب و المعارك المنسية … العيطة ليست غناء فحسب، بل صرخة، و شعرا خالصا و جديا حاولت إعادة رسمه في صور”.

و حسب الفنان التشكيلي، فإن إختيار مراكش و الإطار التاريخي لـ”دار الشريفة” يعكس إرادة توحيد التراث المعماري و اللامادي، قصد خلق فضاء للحوار يلتقي و يتجاوب فيه التاريخ و الذاكرة الحية للغناء الشعبي المغربي.

و أشاد عدد من الزوار، في تصريحات مماثلة، بعمق العمل الفني و كثافة العواطف التي ينقلها هذا المعرض، الذي يندرج ضمن الدينامية الثقافية للمدينة الحمراء، مع إبراز تنوع وغنى و عمق التراث الوطني.

و تقدم الأعمال الفنية للجمهور رحلة بين التجريد و التصوير، حيث يمتزج ظل الشيخات ضمن مشاهد تشبه الحلم، في حين أن الألوان الترابية و الأنسجة المصنعة تذكر ببراعة بأصول فن العيطة.

و يعد عبد القادر مسكار، الذي إزداد في مدينة الدار البيضاء، أحد وجوه الساحة الفنية المعاصرة، مستكشفا الذاكرة الجماعية عبر أعمال مجردة مطبوعة بالدينامية و الحركية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.