الموسيقى الأندلسية تمتزج بنغمات الروك و إيقاعات كناوة في أمسية فنية بمراكش

0 54

إحتضن قصر الباهية التاريخي بمراكش، مساء أمس السبت، أمسية فنية إستثنائية لفرقة موسيقية إسبانية جمعت بين سحر الموسيقى الأندلسية العريقة و أنغام الروك الحديثة و إيقاعات كناوة.

و خلال هذه الأمسية سافرت الفرقة الإسبانية التي تضم الثلاثي المبدع أنطونيو أرياس و رامون فانديلا و زيكي أولمو، بالحضور في عالم من النغمات التي تربط الماضي بالحاضر، من خلال عزف فني تناغم فيه الصوت الإسباني مع آلات موسيقية قديمة و عصرية.

و قدم أنطونيو أرياس و الفرقة المصاحبة له مقطوعات موسيقية أصيلة مستوحاة من قصائد أديب الأندلس ابن الخطيب، أخذت الجمهور، من عشاق الموسيقى و الفن من مختلف الأعمار، في رحلة موسيقية تمزج بين ثقافة قارتين و إنتقلت بهم من الأندلس إلى العصر الحديث.

و تميز العرض بتوظيف آلات موسيقية تقليدية مثل “الڭنبري” و “الماندولين” و أخرى حديثة كـ”القيثار” و طبول “الدرامز”، ما جعل الأداء الموسيقي مفعما بالعواطف و خلق مزيجا فريدا من الإيقاعات نالت إعجاب الحاضرين، مقيمين و أجانب، الذين غصت بهم قاعة قصر الباهية.

و بالمناسبة، عبر أعضاء الفرقة عن سعادتهم الكبيرة بالتواجد في مدينة مراكش التي طالما كانت مصدر إلهام للفنانين من مختلف أنحاء العالم، مؤكدين على أهمية المزج بين الثقافات في الفنون لتقديم شيء جديد و مؤثر.

و في هذا السياق، أشار الموسيقي أنطونيو أرياس، في تصريح للصحافة، إلى أن “هذا الحفل كان مناسبة لتقديم المشروع الفني المبتكر للفرقة “مولد ڭنبري” الذي يستمد فكرته من إحتفالات المولد النبوي الشريف في غرناطة الناصرية خلال القرن الرابع عشر ميلادي، و يعتمد بشكل أساسي على الموسيقى الأندلسية”.

و أضاف الفنان الإسباني، أن “مولد ڭنبري” يشكل رحلة موسيقية “تأخذنا عبر الزمن وتربط بين حضارتين غنيتين، وتسلط الضوء على القوة التوحيدية للموسيقى التي تتجاوز الحدود الثقافية والجغرافية ضمن مزيج بين الموسيقى الأندلسية والروك مع عمق صوت الڭنبري”.

من جانبه، عبر مدير معهد سيرفانتس بمراكش، ميغيل أنخيل سان خوسيه، في تصريح مماثل، عن إعتزازه بتنظيم هذا الحدث الفني الذي يطلع الجمهور على أهمية الموروث الموسيقي الأندلسي، كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المشتركة بين البلدين، مشددا على أهمية “دعم مثل هذه الفعاليات التي تساهم في إغناء المشهد الفني و توطيد الروابط الثقافية بين المغرب و إسبانيا”.

بدوره، أوضح رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة بمراكش آسفي، سمير الوناسي، أن هذا “الحفل الموسيقي، الذي يفتح الباب أمام تجارب موسيقية مبتكرة، يعكس رغبة المديرية في إبراز التنوع الثقافي الذي يميز مدينة مراكش، و تقديم الفنون في أجواء مميزة تشجع على الحوار الثقافي”.

و يندرج هذا الحدث الفني، المنظم بشراكة بين معهد سيرفانتس بمراكش، وسفارة إسبانيا في المغرب، و بدعم من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بمراكش، في إطار الإحتفاء بشهر رمضان الفضيل، من خلال سلسلة من الحفلات الموسيقية التي تسلط الضوء على الغنى الموسيقي و الإرث الثقافي المشترك بين إسبانيا و المغرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.