إقليم الصويرة..إنطلاق الموسم السنوي للزاوية الرجراجية

0 43

إنطلق أمس الجمعة بزاوية سيدي محمد بن حميدة (حوالي 60 كلم من الصويرة)، الموسم السنوي للزاوية الرجراجية، و الذي يشكل حدثا ذو بعد ديني و ثقافي و سوسيو-إقتصادي.

و يجسد هذا الموسم، الذي يمتد على مدار 44 يوما، تقليدا عريقا تحرص الزاوية الرجراجية على إستمراريته من خلال قطع 44 مرحلة في منطقة الشياظمة (شمال الصويرة).

و كالعادة إستهل شرفاء و مريدو الزاوية الرجراجية، هذا “الحج الدائري” (الدور) بأضرحة السبعة رجال الذين يتم تقديمهم كأسلاف رجراجة.

و تخللت هذا الحفل، الذي حضره على الخصوص عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، و رؤساء المصالح الخارجية و المنتخبون و ممثلو السلطات المحلية و شخصيات أخرى، أمداح نبوية مع تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم و مداخلات سلطت الضوء على تفرد هذا الموسم السنوي الأصيل.

و في تصريح للصحافة، أبرز مقدم الزاوية الرجراجية، عبد العزيز المقدم، أن “هذا الموسم الذي يتم الإحتفال به جيلا بعد جيل منذ قرون، يشكل تراثا لاماديا مهما يعكس غنى التراث الروحي المغربي والدور المحوري للصوفية في توطيد قيم التسامح و السلم و التماسك الوطني”.

و جدد في هذا الصدد، نيابة عن شرفاء و مريدي هذه الزاوية، التأكيد على التشبث المتين بالعرش العلوي المجيد، و التجند الدائم وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تنمية و تقدم المملكة.

من جهته، ذكر رئيس المجلس العلمي المحلي، محمد منكيط، في كلمة بالمناسبة، بأن المغرب إنخرط تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و منذ عقدين في مسلسل واسع لإصلاح حقله الديني، من خلال على الخصوص، تطبيق مشروع خطة تسديد التبليغ و التي تروم تعزيز حضور العلماء في مساجد المملكة لضمان تأطير ديني قائم على الإعتدال و الحكمة و التشبث بثوابت الأمة.

و أضاف أنه “في سياق هذا الموسم، الذي يجسد القيم الروحية و المجتمعية العميقة للمملكة، يتماشى هذا الإصلاح تماما مع الالتزام الثابت بالحفاظ على التقاليد، مع تعزيز إسلام وسطي ومعتدل”.

من جانبه، أوضح عضو المجلس العلمي المحلي، حسين اطبيب، أن “دور رجراجة” يمثل أيضا مدرسة متنقلة للمعرفة، مشيرا إلى أنه في الأصل كان شرفاء الزاوية يتنقلون من قرية إلى أخرى ليعلموا الناس قواعد الدين الإسلامي و حرصوا على تعزيز فهم أفضل لمبادئ الأخوة و التضامن بين الساكنة المحلية.

و في ختام الحفل، أدى أعضاء الوفد، وشرفاء ومريدو الزاوية، صلاة الجمعة بمسجد زاوية محمد بن حميدة.

و بهذه المناسبة، رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يمد في عمر أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس و يمتع جلالته بموفور الصحة و العافية، و أن يحفظ جلالته و يحقق ما يصبو إليه من عز و إزدهار لهذه الأمة، و أن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، و يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد و بكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

كما توجه الحاضرون إلى الباري عز و جل بأن يمطر شآبيب الرحمة و المغفرة و الرضوان على روحي جلالة المغفور لهما محمد الخامس و الحسن الثاني وأن يسكنهما فسيح جنانه.

إثر ذلك توجه عامل الإقليم و الوفد المرافق، إلى ضريح سيدي علي بن بوعلي، حيث حضروا مراسم النحر.

من جهة أخرى، اختتم هذا اليوم الإفتتاحي بجماعة تالمست من خلال إفتتاح معرض للمنتجات المجالية، و إقامة حفل للفروسية التقليدية (التبوريدة).

و تتكون هذه الرحلة الفريدة من نوعها في المغرب، بشكل أساسي، من مرحلتين، الأولى تتم في سهل الشياظمة الساحلي و الثانية شرق جبل لحديد.

و في كل مرحلة، يتم إرساء مهرجان و سوق بالقرب من الأماكن التي يزورها رجراجة، مما يسهم في خلق دينامية إجتماعية و إقتصادية حقيقية بالمواقع التي يتم العبور منها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.