العيون..تسليط الضوء على دور وسائل الإعلام في تعزيز الصحة العمومية

0 71

شكل موضوع “دور وسائل الإعلام في تعزيز الصحة العمومية” محور الندوة الوطنية الأولى حول علوم التمريض و تقنيات الصحة في خدمة الصحة العمومية، التي نظمت يومي الجمعة و السبت، بكلية الطب و الصيدلة بالعيون.

و إنكب المشاركون في هذه اللقاء، المنظم بمبادرة من المعهد العالي للمهن التمريضية و تقنيات الصحة بالعيون، بتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة و الحماية الإجتماعية، و الذي جمع ثلة من الباحثين و المهنيين و الخبراء و الطلبة، على مناقشة مجموعة من المحاور ترتكز بالأساس حول سبل تقوية التعاون بين الفاعلين في مجال الصحة، و وسائل الإعلام من أجل تعزيز الوعي لدى المواطنين، و نهج إعلامي دقيق و مسؤول لتجنب إنتشار المعلومات المغلوطة و المنحازة.

و يهدف هذا اللقاء العلمي، المنظم تحت شعار “الإعلام و الصحة العمومية : من أجل توعية مستدامة و شاملة”، إلى دراسة التفاعلات بين وسائل الإعلام و الصحة العمومية، و تحليل التحديات الحالية للتواصل في المجال الصحي، و إقتراح حلول مبتكرة في هذا المجال.

و في هذا السياق، أكد المشاركون على أهمية الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام في تعزيز الصحة العمومية، من خلال زيادة الوعي لدى الأفراد و المجتمعات حول السلوكيات الصحية السليمة، مشيرين إلى أن وسائل الإعلام التقليدية، كالتلفزيون و الإذاعة و الصحافة المكتوبة، ساهمت منذ عدة عقود بشكل فعال في نشر رسائل وقائية حول الممارسات الأساسية تهم على الخصوص النظافة و التلقيح، مما ساهم في تعزيز الصحة الجماعية.

و أوضحوا أن تطور وسائل الإعلام الرقمية و شبكات التواصل الإجتماعي أدى إلى توسيع نطاق الوصول إلى المعلومات الصحية بشكل كبير، مبرزين أن هذا التوسع ترافقه تحديات كبيرة، و خاصة فيما يتعلق بمصداقية و دقة المعلومات المتداولة.

و سلطوا الضوء على الدور الأساسي لوسائل الإعلام الرقمية و شبكات التواصل الإجتماعي في تدبير الأزمات الصحية العالمية مثل كوفيد-19، باعتبارها منصات لنقل المعلومات و التوعية، مسجلين بالمقابل أن “وباء المعلومات” لا يزال يشكل تحديا كبيرا.

كما أعربوا عن أسفهم لكون المحتوى الكاذب أو المضلل يمكن أن ينتشر بسرعة، ويخلف عواقب صحية خطيرة، مستشهدين بما خلفته الدعايات المناهضة للتلقيح حول اللقاحات، و خاصة ضد كوفيد-19، و التي ساهمت في انخفاض معدلات التلقيح في بعض البلدان.

و أضافوا أن تأثير وسائل الإعلام لا يقتصر على الصحة الجسدية، بل يمتد إلى الصحة النفسية أيضا، حيث يمكن أن تلعب دورا حاسما في الوقاية من الإضطرابات النفسية و تعزيز الرفاهية، مؤكدين ضرورة إعداد المحتويات الإعلامية الذي يتم بثها بأسلوب أخلاقي و مهني، بالتعاون مع خبراء الصحة، لضمان ملاءمتها و تأثيرها الإيجابي.

و أوضح المشاركون في هذا اللقاء، أن التحول الرقمي أدى إلى تحسين ممارسات التمريض، مشيرين في هذا السياق إلى المنصات و الشبكات المهنية التي تعزز تبادل الخبرات و التطبيقات المحمولة التي تسهل التخطيط و مراقبة التدخلات و مركزية بيانات المرضى، بالإضافة إلى برامج التحفيز التي تعيد إنتاج السيناريوهات السريرية المعقدة من أجل تكوين عملي خال من المخاطر.

و تضمن برنامج هذا اللقاء الوطني الأول، الذي ضم في لجنته العلمية باحثين و خبراء أجانب، عدة جلسات تمحورت حول “الإعلام و الصحة و المجتمع”، و “الإعلام التقليدي و الرقمي : بين الإعلام الصحي و التضليل و قضايا التربية الصحية”، و “الإعلام و الأزمات الصحية : القضايا و المسؤوليات و الإستراتيجيات”، و “أخلاقيات الإعلام في الصحة العمومية و دورها في الحفاظ على الأزمات النفسية في العصر الرقمي”.

كما مكن هذا اللقاء، بالإضافة إلى الجلسات الموضوعاتية، الأكاديميين و الباحثين من مشاركة تجاربهم، و تنظيم لقاءات تواصلية مع المهنيين، و تقديم أعمالهم من خلال لقاءات شفوية أو ملصقات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.