طنجة..يوم علمي يستكشف الإستعمالات العلاجية لمستخلصات القنب الهندي

0 93

إستضافت كلية الطب و الصيدلة بطنجة، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، اليوم الأربعاء، يوما دراسيا علميا حول الفضائل و الإستعمالات العلاجية للكنبيديول (CBD) المستخلص من القنب الهندي، بحضور فاعلين عموميين و مؤسساتيين و أكاديميين.

و يندرج اليوم الدراسي، المنظم بشراكة بين جامعة عبد المالك السعدي و المركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة و الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، في إطار تفعيل الإتفاقية الإطار بين الجامعة و الوكالة، بهدف تعزيز التعاون في مجال البحث العلمي بين المؤسستين.

في كلمة بالمناسبة، أبرز رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أهمية هذا الحدث العلمي، مؤكدا أنه يشكل “منعطفا حاسما في مجال البحث التطبيقي على المستوى الجامعي و على المستوى الوطني”.

و أضاف أن هذا الحدث ينعقد في سياق “يحمل الكثير من الأمل و الإبتكار”، في الوقت الذي يؤكد فيه المغرب بطموح رغبته في تطوير قطاع علمي و طبي و صناعي ذي قيمة مضافة عالية و يتمحور حول القنب الهندي.

و إعتبر بوشتى المومني أن هذا اللقاء يندرج في إطار دينامية الشراكة العلمية و المؤسساتية التي أطلقتها جامعة عبد المالك السعدي و الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المرتبطة بالقنب الهندي، و التي تتجسد على الخصوص من خلال مشروع تقييم سلامة و فعالية العلاج بالمحلول الزيتي للكنبيديول، كامل الطيف، المستخرج من القنب الهندي المزروع و المعالج في المغرب.

وأكد أن مشروع استغلال هذا المحلول، الذي طبق على مجموعة من المرضى المغاربة والذين خضعوا للتتبع بالمركز الاستشفائي الجامعي، ينطوي على “أمل كبير لإراحة الأطفال المرضى وأفراد عائلاتهم”، مضيفا أن هذه الدراسة تهدف إلى تلبية الاحتياجات العلاجية الملحة، مع توفير بيانات مرجعية سريرية مغربية.

و خلال هذه الندوة العلمية، سلط المتدخلون الضوء على الخصائص العلاجية العديدة للقنب الهندي، مشددين على ضرورة التمييز بين المستخلصات أو الجزيئات المهيجة أو التي قد تؤدي إلى الإدمان، مثل (THC)، و الكنبيديول (CBD)، التي لا تشكل أي خطر و ذات إستعمالات آمنة بالنسبة للبشر.

و أوضحوا أن الكنبيديول يتمتع بخصائص مضادة للقلق و للصرع و للإلتهابات، دون أن يكون لها أي تأثير نفسي على الإنسان، معتبرين أن هذه الخصائص تجعله مرشحا واعدا كمادة علاجية للعديد من الأمراض، لاسيما بالنسبة للمرضى ذوي الحساسية من الآثار الجانبية للعلاجات التقليدية.

كما تطرق الخبراء و الباحثون إلى فوائد الكنبيديول في علاج الغثيان و القيء الناجم عن العلاج الكيميائي، مشيرين إلى أنه يمكن أن يعمل كبديل للأدوية الإعتيادية في هذه الحالات، و بالتالي سيساهم في تحسين جودة حياة مرضى الأورام السرطانية.

و أفاد الباحثون بأن المستخلصات الطبية للقنب الهندي قد تساعد على إبطاء شيخوخة الخلايا و منع بعض الأمراض المرتبطة بتقدم العمر، مع تحفيز إنتاج مضادات الأكسدة، مما يقلل من الإجهاد التأكسدي، و هو عامل رئيسي في الشيخوخة.

في تصريح للضحافة، أكد جعفر هيكل، أحد الخبراء المتدخلين في الندوة، أن هذا اللقاء العلمي يندرج ضمن سلسلة من المبادرات الأكاديمية الرامية لتسليط الضوء على فوائد مشتقات القنب الهندي، معلنا عن إطلاق سلسلة من الدراسات المعمقة بالمغرب حول الإستعمالات العلاجية للكنبيديول.

و أعرب جعفر هيكل عن قناعته بأن المغرب في طريقه ليصبح فاعلا رائدا في هذا المجال المبتكر، و ذلك بفضل المشاركة المتزايدة للباحثين و المؤسسات الطبية و الأكاديمية، مسجلا أن مثل هذه الدينامية من شأنها أن تفيد مئات الآلاف من المغاربة الذين يعانون من أمراض مزمنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.