مصير الخرفان في محمية التماسيح
كان يا مكان في حديث الزمان , في مكان جميل , في موقع رائع , يحيطه به البحر من جانبين , و بالقرب من المحميات العصرية, التي يخدم فيها الذئاب الأغنام وتتعايش فيها الأسود مع الغزلان , تتواجد محمية التماسيح , لها رب يرعاها ويضحي بالغالي والنفيس من أجل الدفاع عنها , ويريد أن يجعل منها محمية نمودجية , يحتدى بها , يريد أن يجعل منها حديقة ذات بهجة , لكن التماسيح تعبث بخرفانها الوديعة , وتدمر أشجارها وأحجارها,
فالتماسيح حيوانات ضخمة , لا أحد يستطيع الإقتراب منها , وتحتاج إلى ترويض كي تصبح صديقة للبيئة , أسوة بتماسيح المحميات المجاورة , ذات الأصل الرومي , التي لا تعبث بالبيئة , ولا تفترس الخرفان , فحارس المحمية , يشكو من هذه التماسيح , ليلا و نهارا , سرا وجهارا , فهي تقتات على أنواع مختلفة من الكلأ , منها ما يستخرج من أعماق البحر , ومنها ما يستخرج من باطن الأرض , وتقتات أحيانا على الأرض نفسها , أو على الفدية التي يدفعها خرفان المحمية , مقابل استمرارهم في العيش على أرض هذه المحمية , ولهؤلاء التماسيح حراس من العفاريت , يرون الخرفان من حيث لا يرونهم , ويتم رصد القطيع من كل الجهات , وكل خروف سولت له نفس أن يصيح من شدة الجوع , إلا تلقفته العفاريت وزجت به في بطن أحد التماسيح , ليتلدد ويستمتع بأكلته المفضلة { العدس } فهي متوفرة في بطون التماسيح , وبطون التماسيح , منتشرة في كل مكان في هذه المحمية , وقد تعبث به أنياب التمساح قبل التهامه , هذا في أحسن الأحوال , أما في أسوأ الحالات فصفعة العفاريت قد تجعله يصاب بمرض الصرع , ويصبح كالذي يتخبطه الشيطان من المس , ويصارع مرضا عضال لاينفعه معه علاج , وفي المحمية أيضا حيوانات صغيرة تشبه في شكلها التماسيح , منها العضاءات , ومنها الضببة , فالضب في شكله كأنه تمساح صغير , وكلها مسخرة لخدمة التماسيح , ووراء هذه الضببة حشرات تنظف لها جلدها وتقتات من الفضلات التي تعلق بها , وبدورها تقوم بمراقبة الخرفان القصية التي تخرج من القطيع , و الطيور التي تغرد خارج السرب , وبجانب المحمية محميات انقرضت تماسيحها, ومحميات أخرى يباد خرفانها , فلطفا أيها التماسيح بخرفانكم الوديعة , فهي مسالمة , وتريد العيش بسلام , في طمأنينة وأمان , في محميتها المحبوبة , جنبا إلى جنب , مع إخوانها التماسيح , ولا يهمها سوى ضمان الحصول على حصتها من الكلأ بانتظام , فهي مخلصة للمحمية ولرب المحمية ولرب رب المحمية .
العنوان : مصير الخرفان في محمية التماسيح