تتجسد في ذاكرتي صور تلك النساء المحرومات من كل شيء.قساوة الظروف ولعبة القدر جعلت معاناتهن تكبر بعد المجيء للمدينة اكادير (بؤرة الأسى والفساد) أتين من جنوب وشمال المغرب من خنيفرة وازيلال وصويرة بالإضافة إلى مناطق هربا من زوج ظالم أو علاقة فاشلة نتج عنها حمل أو من اجل تحسين وضعية المعيشة للأسرة…
وتنتشر هؤلاء النساء بالخصوص في خميس بايت معيرة وبيوكرى وسيدي ببي وفئة أخرى في ايت ملول .
أرغمن على ا…اختيار مصير المدينة التي جعلت منهن عاملات زراعيات وعاهرات;محرومات من كل حقوق الإنسانية بالإضافة إلى حقوق الشغل.يومهن معركة يا منتصرا أو مهزوما يستيقظن في الرابعة صباحا ليقمن بأعمال المنزل من وجبات وغسيل وأمور أخرى قبل أن يتجهن إلى الموقف وهو عبارة عن مكان يجتمع فيه العمال( نساء ورجال) ويوق الباطرونا باختيار واحد العدد المطلوب من العمال للقيام بعمل اليوم في الضيعة الفلاحيةبتمن 50او60درهم لليوم.وتبتدئ ساعات العمل من السابعة صباحا إلى السادسة مساءا( ساعة لأكل وجبة الغداء) وطوال هده الساعات تشتغل في ظروف قاسية تتعرضن للحرارة الشمس بالإضافة لحوادث الشغل وحمل الاتقال(لا يولى الاهتمام بالمرأة الحامل) والأخطر من دلك يتعرضن للتحرش والاغتصاب من طرف المشغل أو المسئول عن العمل.
يتكرر هدا كل يوم وفي كل ساعة وعلى فكرة هناك جزء منهن بعد انتهاء ساعات العمل يلتجئن إلى ممارسة الدعارة من اجل سد حاجياتهن ومصاريف أطفالهن فالأجر البخس الذي يتقاضينه في الضيعة لا يسد ولو قسطا من المصاريف الأكل والكراء وحضانة الأطفال أو تمدرسهم والدواء
الحياة البئيسة للعاملة الزراعية وآلامها تجعل منا الحديث عن الموضوع بالإضافة إلى وضع حد لمعاناتهن ومعاقبة المسئولين( الباطرونا الدين يستغلون فقر وضعف هده الفئة لربح المزيد من الأرباح)…. وتساءل أين هو دور الجمعيات الحقوقية والنسائية للحفاظ على كرامة المرأة العاملة في ضل المعانات اليومية لشريحة كان نصيبها التهميش نتيجة غياب أية رعية من طرف المسئولين محليا ووطنيا ومن سيقف أمام الاستغلال المتوحش للباطرونا التي لا يهمها إلا الربح.
مساهمة خديجة من اكادير وإسماعيل من زاكورة