إلى السيد مندوب وزارة الصحة بزاكورة

4 439

أحمد الزاكوري (   zagoraahmed@gmail.com)

من بين الأسئلة التي يطرحها المواطن الزاكوري عندما يضطر إلى زيارة مستشفى الدراق  بزاكورة من أجل الاستفادة من خدمات هذا المرفق العمومي هو ما السبب في الغياب الشبه التام للأطر الطبية العاملة بالمستشفى؟ وقبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال وجبت الإشارة إلى أن هذا الغياب هو ما يدفع بإدارة المستشفى إلى إرسال المرضى، وبالأخص الحالات المستعجلة إلى ورزازات أو مراكش.

 وبالطبع ليس في مقدور جميع  الأسر بمدينة زاكورة تحمل تكاليف التنقل الباهظة إلى تلك المدن من أجل أن يخضع مرضاها للفحوصات الطبية اللازمة. ما أود قوله هنا هو أن الكثير من أفراد الأسر الفقيرة بالإقليم غادروا إلى دار البقاء لسبب بسيط هو أنه ليس في مستطاع تلك الأسر دفع تكاليف تطبيب مرضاها خارج الإقليم.

في الشهر الماضي، اغرورقت عيناي بالدموع عندما سألت إحدى تلميذاتي عن سبب وفاة والدها، فكان جوابها وهي تجهش بالبكاء بأن السبب هو الفقر المدقع الذي تعاني منه أسرتها  والذي حال دون تمكنهم من إرسال والدها إلى مراكش لتلقي العلاج!

هناك إجماع في مدينة زاكورة حول الغياب الشبه الدائم للأطباء والممرضين العاملين بالمستشفى. أسباب الغياب كثيرة ومتعددة وتحتاج إلى مقالات وليس فقط إلى مقالة واحدة ، ولذلك سأركز فقط على الأسباب الرئيسية التي تجعل مستشفى الدراق لا يحمل من صفات المستشفى إلا الإسم.

غياب الممرضين يعود أساسا إلى رفض معظم الممرضين الذين يتم تعيينهم بزاكورة إلى الإلتحاق بمقرات عملهم لكون زاكورة ،في نظرهم، منظقة نائية و لا تتوفر على أبسط متطلبات العيش. وهي نفس الأسباب التي دفعت الممرضين الذين قبلوا العمل يالإقليم إلى الانتقال إلى العمل بمدن أخرى كمراكش وأكادير.

أما فيما يتعلق بالسبب الأساسي لعدم تواجد جل الأطباء داخل مستشفى الدراق لتقديم العلاج للمواطنين هو أن غيابهم ناتج عن  تلبيتهم للدعوات التي توجهها لهم المصحات  بمدينتي أكادير ومراكش من أجل القيام ببعض العمليات الجراحية مقابل مبالغ مادية محترمة. قد تتساءلون عن سبب عدم اتخاذ مدير المستشفى أي إجراءات  عقابية في حقهم؟

 كيف سيفعل ذلك وهو يتوصل بنصيبه من التعويضات المالية التي يتوصل بها هؤلاء الأطباء جراء قيامهم بعمليات جراحية في مصحات القطاع الخاص. بمعنى آخر، مدير المستشفى الإقليمي بزاكورة يتستر عن غياب الأطباء الشبه الكلي من المستشفى لأنه ببساطة يتوصل منهم  بنصيبه المالي من تعويضات العمليات الجراحية التي يقومون بها بمصحات مدينتي مراكش وأكادير.

من بين الأمور التي نص عليها الدستور المغربي الجديد هي ربط المسؤولية بالمحاسبة. فهل سيقوم مندوب وزارة الصحة بزاكورة بالتحقيق في هذه القضية مباشرة بعد قراءة هذا المقال ومحاسبة كل من ثبت في حقه الإخلال بالواجب المهني خدمة لأغراض شخصية ؟

4 تعليقات
  1. kamal يقول

    hadak machi moustchfa drak smito nnnnnnnn moa3takl drak

  2. kamal يقول

    زاكورة هي المدينة التي يجد فيها موضفوا القطاع العام ضلتهم في غياب ضمير يؤنبهم فا لمراقبة ل تشملو هده المدينة اليتيمة

  3. moha يقول

    اتمنى ان تستفيق الساكنة من سباتها العميق ،وانا متيقن ان التغيير في هذه المدينة “المحكورة” لن يتاتى لا بالمقالات ولا بالمحاضرات بل بعصيان مدني جدي وجدري ومن هذا المنبر نكرر يا اهل زاكورة استيقظوا استيقظوا استيقظوا فاللهم ان هذا لمنكر المستشفى ليس سوى وجه ومن اوجه الفساد المتعددة بالمدينة: البنية التحتية التي تهدر فيها الاموال العقار مشكل الوداديت واراضي السلالية المحسوبية …….

  4. سندس يقول

    اللي كاتب المقال بغيت ليك حالتنا بغيت يسيفطوك شي مدينة بعيدة على بلادك ويهلكوك بالخدمة وميخليوكش تمشي تشوف داركم غير مرة فالعام جرب المعاناة اللي كانعانيوها عاد حكم مكايناش حتى ابسط وسائل لسيرورة العمل خدامين بطرق عتيقة وفالاخير منلقاو مقابل او احترام لا من الساكنة ولا من الادارة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.