ينظم فريق البحث في اللغة والفنون والآداب بمنطقة تافيلالت يومي 10 و 11 ماي بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية ندوة في موضوع “مولاي علي الشريف الحسني السجلماسي جد سلاطين الدولة العلوية: الإنسان٬ العالم٬ المتصوف والسياسي”.
وتهدف هذه الندوة العلمية وفق ورقة تقديمية للجهة المنظمة إلى التعريف بأحد أقطاب أعلام المغرب في العصر الوسيط٬ “الذي عاش في فترة من أصعب فترات تاريخ المغرب٬ ألا وهي العهد الثاني من الدولة المرينية٬ في ظرفية إقليمية متقلبة ومتغيرة٬ سواء في الضفة الشماليةº أي الحراك الذي كانت تعيشه الأندلس في ظل حرب الاسترداد المسيحية الخطيرة٬ والطفرة التي كان الأوربيون يستعدون للقيام بها على كافة المستويات العلمية والفكرية والدينية٬ قادتهم إلى النهضة الأوربية٬ والحركة الإنسية٬ والعقلانية٬ والإصلاح الديني٬ والحركة المركنتيلية٬ والقيام بالاكتشافات الجغرافية الكبرى نحو مختلف القارات٬ أو في الجهة الشرقيةº إذ كان الأتراك العثمانيون يتوجهون تدريجيا نحو فرض هيمنتهم على شمال إفريقيا بما في ذلك الإيالة المغربية٬ بغرض مد رقعة الإمبراطورية العثمانية إلى كافة تراب العالم الإسلامي غربا وشرقا”.
كل ذلك – تضيف الورقة- “جعل المغرب في صميم معترك هذه الأطماع الخطيرة٬ في ظل سلطة مرينية عاجزة عن الدفاع عن سيادة البلاد٬ وحرمة العباد٬ فظهر رجال من أهل العلم والولاية والصلاح٬ تولوا هذه المهمة٬ ونذروا أنفسهم لهذا الواجب الديني والوطني إنقاذا لهوية المغرب٬ وحفاظا على ملته وعقيدته٬ وترسيخا لمكانته وأدواره البارزة في التأثير في منظومة القيم الحضارية لشعوب حوض البحر الأبيض المتوسط. كان من أشهر هؤلاء الرجال مولاي علي الشريف الحسني السجلماسي (1359-1443م)٬ الذي انخرط في هذا الحراك (…) فكان إسهامه كبيرا في تجنيب المغرب السقوط في مخالب التمسيح والتنصير٬ والخضوع للسيطرة الإيبيرية٬ فقاد حملات جهادية نحو الشواطئ الشمالية للمغرب ونحو الأندلس بلغت 28 غزوة حسب ما أكدته النصوص التاريخية٬ كما قاد حملات جهادية نحو إفريقيا جنوب الصحراء”.
وقد لاحظ فريق البحث المؤطر للندوة أن “الأعمال الجليلة التي قام بها هذا العلم الشامخ٬ لم تمتد إليها يد البحث والتنقيب إلا لماما٬ ومازالت ترقد تحت ركام النسيان والجهل٬ ولم تولها البحوث الأكاديمية والأعمال الجامعية ما تستحقه من أهمية وتقدير. ولهذا آن الأوان أن تكون محط دراسة لندوة علمية ترسم من خلالها لوحة القيادة لأعمال مستقبلية في تاريخ وذاكرة هذا الرجل.”
وتتوزع محاور الندوة على “مولاي علي الشريف: الإنسان”º و “مولاي علي الشريف العالم الزاهد المتصوف”º و ” الأبعاد العلمية بعامة والأدبية واللغوية بخاصة في تراث مولاي علي الشريف”º و”مولاي علي الشريف القائد المجاهد السياسي المحنك” (-الدفاع عن الثغور والسواحل المغربية- الجهاد في الأندلس – الجهاد في السودان)º و “مولاي علي الشريف في المصادر المغربية والعربية والأجنبية”.