الوفا بين ميزان الصدق و ميزان الكذب
ما فتى الوفا عند كل خروج إعلامي إلا و يصرح تصريحات غير مسؤولة , كما هي عادته الدائمة. و ما البلاغ الصحفي الاخير الذي اذاعه على وسائل الاعلام , و الذي انكر فيه عدم وجود أي علاقة ادارية تربط اساتذة سد الخصاص , و منشطي التربية غير النظامية بوزارة التربية الوطنية , ما هو إلا مسلسل طويل من العناد , و التجاهل التام لمطالب فئة ضحت , و لا زالت تضحي من اجل انقاذ ابناء الشعب المغربي من براثين الجهل, و الضياع , و الهدر المدرسي, وآفات الجريمة, و المخذرات, و اصلاح و ترميم مشاكل التعليم التي تنتهي , و الخصاص المهول في الاطر التعليمية, و الادارية . خصاص يتجاوز احصائيات الوفا يفوق 15000 منصب شاغر , و ما تصريحات الوفا إلا زيف و افتراء . و الواقع يكذب ذلك , فأساتذة سد الخصاص , و منشطي التربية غير النظامية هم : فئة تجمع ثلة من الأساتذة الشرفاء تتجاوز 3000 استاذ و استاذة , يؤدون واجبهم التعليمي بتفوق وإخلاص منقطع النظير ، في المد اشر, والقرى , و في جميع البقاع التضاريسية الصعبة بمختلف انحاء المغرب . التي تنعدم فيها أبسط أسباب العيش الكريم كالشبكة العنكبوتية, والكهرباء , والماء الصالح للشرب , بل والطرق المعبدة , حيث تضطر أستاذات و اساتذة لامتطاء الدواب, أو السير على الارجل لمسافات طويلة , كل ذلك لتأدية رسالة تربوية في همة, و نشاط وإنقاذ ما يمكن انقاذه ,من منظومة التعليم المهترئة المتهالكة التي اصابها الوهن..
فئة تعاني من وضع اجتماعي جد صعب يتمثل في حرمانها من الحد الأدنى للأجور ومعاناتها من سادية الأكاديميات وسياسة الجمعيات التي تطبق طبعا إملاءات النيابات و الوزارة ,هي فئة تعاني وتعاني في صمت, لكن هذا الصمت يتحول صراخا وضجيجا مدويا, يملأ كل أرجاء العاصمة مرات عديدة . و تصدح أصوات الأساتذة ضمن حنجرة واحدة , تعلو ولا يعلى عليها , ويعود صداها من ردهات وزارة التربية الوطنية , هذه الحنجرة التي تتوحد في ملف مطلبي واحد وهم واحد ألا وهو الإدماج الفوري واللامشروط و بحكم ما راكمت من التجربة الميدانية, و الذي يشفع لها سنوات من التكوين الميداني , يضاهي التكوين النظري للأساتذة الرسميين , و فضلا عن هذا تبقى بناية مديرية التربية غير النظامية و محو الامية شاهدا حيا على زيف ادعاءات الوفا , و تخبطاته العشواء كل مرة . لكن مع الاسف سياسة الكيل بمكيالين , التي تنهجها الحكومة الملتحية, و توظيف اشخاص بعينهم دون الاخرين لاعتبارات معينة . تحول دون ادماج هذه الفئة في التعليم العمومي كما حدث مع فوج 11 مايو 2011 و مع العرضيين.
لكن مع الاسف عوض الحوار, و ايجاد حل لمعضلة هذه الفئة تجد لغة الوزارة : التجاهل التام او الرفس والإهانة والقمع من قبل قوات الامن لا لحاجة إلا انها تدافع عن حقها في تسوية وضعيتها ، ضاربة عرض الحائط قول الشاعر:
قم للمعلم ووفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت اشرف وأجل من الذي يبني وينشئ أنفسا وعقولا
مولاي عبد العزيز الصرصاري