يخوض مؤلف “المغرب الصحراوي” في الجوانب التي تزخر بها مناطق ترابية مغربية شاسعة تمتلك واجهات جغرافية مختلفة ومشاهد طبيعية “لا تتسم أبدا بالرتابة”.
ويرصد الكتاب ٬ الذي نشرته حديثا دار النشر (جاكوار) ٬ “عالما ساحرا وباذخا وأسطوريا” حيث تؤثث الصحراء والبحر فضاء واسعا يمتد على مساحة 400 ألف كيلومتر مربع ٬ تتلألأ النجوم في سمائه فتنير ليل هذا المكان الآسر ٬ الذي لا يمكن لساكنيه وزائريه٬ سواء بسواء ٬ أن يضربوا صفحا عن الاستغراق في “التأمل والتفكير”.
ويعرض الكتاب ٬ الذي يقع في 245 صفحة تنمقها صور وخرائط مصاحبة ٬ جمال صحراء تمارس غواية السحر من خلال “جبالها المنحوتة” وكثبانها الرملية العالية وتعمل على الجذب المغناطيسي لحجاجها عن طريق بوتقة تصهر فيها الأزرق الشفاف والأصفر ولون الزمرد الأخضر ٬ والأسمر٬ الى جانب تعدد حياتها البرية وغطائها النباتي.
وفضلا عن تضاريس ومناخ المنطقة ٬ يقدم الكتاب مسحة تاريخية عن المنطقة باعتبارها أرضا تنصهر على وجهها الثقافات والحضارات وتشهد على ملاحم مجيدة.
وأولى إهتماما خاصا للثقافة الصحراوية المتميزة بالترحال والإبداع والتراث الشفهي .
وتعرف القبائل الصحراوية ٬يساعدها في ذلك خيال خصب تقويه عفوية مدهشة وذهن متيقظ ٬ بقرضها للشعر وعزف الموسيقى.
ويقرب المؤلف القراء من عادات وتقاليد الصحراويين انطلاقا من طقوس إعداد الشاي ٬ الذي يعكس أجواء المرح والحميمية والبشاشة ٬ مرورا بفنون الطبخ حيث يقترح أطباقا متنوعة بين الكسكس والأسماك اللذيذة والمشروبات الباردة.
ولم يفوت الكاتب الفرصة ليسلط الأضواء على طرق الترفيه والمناسبات الدينية والمواسم وسباق الخيل ٬ مقدما بشكل واف الإمكانيات الإقتصادية للأقاليم الجنوبية.
ويوفر الكتاب للسياح الراغبين في زيارة المنطقة معلومات بشأن الفنادق والمطاعم وفضاءات الترفيه.