بيان المناظرة النقابية المحلية لجماعة العدل والإحسان بزاكورة
في أجواء مفعمة بالمحبة والأخوة وسريان روح الاستبشار لخدمة دعوة الله عز وجل، نظم القطاع النقابي لجماعة العدل والإحسان بزاكورة، بتوفيق من الله عز وجل المناظرة المحلية الأولى حول “العمل النقابي ودوره في النهوض المجتمعي“، تحت شعار “الجبهة النقابية خيار المرحلة للتصدي للاستبداد”، وذلك يوم الأحد 8 رجب 1434هـ الموافق لـ 19 ماي 2013م بمشاركة عدد من الممارسين النقابيين بالمدينة.
وقد عُقد اللقاء في ظل ظروف دولية تتسم بتزايد معاناة المستضعفين في العالم جراء الأزمات الخانقة الناتجة عن جشع الاستكبار العالمي، حيثُ تُشكلُ بلادُ الإسلام المسرح الأكبر لهذه المعاناة في كل من بورما وسوريا وفلسطين وغيرها، في مرحلة حاسمة تتجه فيها الأمة نحو الحرية والإنعتاق.
كما يأتي هذا اللقاء في ظل ظروف وطنية تُنذر بإفلاس العمل السياسي، لأن المسرحيات لم تعد تنطلي على هذا الشعب، من قبيل الأزمة المفتعلة حول الائتلاف الحكومي -غير الحاكم- لتزيين وجه الاستبداد -الحاكم-.
كما ينعقد اللقاء في ظل واقع نقابي تزداد فيه وضعية الطبقة العاملة تدهورا مقابل هجوم الدولة على حقوق هذه الطبقة والإجهاز على ما تبقى من حرياتها النقابية. هذا الوضع يجعل النقابات أمام مسؤولية تاريخية لبناء جبهة نقابية تطرح كل الخلافات التي يغذيها النظام لصالح مخططاته الاستبدادية.
أما على المستوى المحلي، فقد خيم على اللقاء حدث وفاة الشهيدة رقية العبدلاوي رحمة الله عليها وجنينها جراء تردي الوضع الصحي بالإقليم، حيث الخصاص المهول في الأطر الطبية داخل المستشفى الإقليمي والمراكز الصحية بالإقليم، وهي فضيحة أخرى تؤكد استخفاف مسؤولي هذا البلد بكرامة الإنسان.
وفي ختام أشغال هذا اللقاء الذي تناول عدة أوراق تتعلق بالعمل النقابي وطنيا ومحليا ودوره في النهوض المجتمعي، فإننا في القطاع النقابي للجماعة بزاكورة نعلن ما يلي:
– تعازينا الحارة لأسرة الشهيدة رقية العبدلاوي رحمة الله عليها؛
– دعوتنا الغيورين في الإقليم للالتفاف ورص الصفوف للدفاع عن دم الشهيدة بعيدا عن المتاجرة السياسية الضيقة؛
– تحملينا المسؤولية في وفاة الشهيدة للدولة التي لازالت تصر على التعامل بعقلية المغرب النافع وغير النافع في التجهيز والتشغيل وتنمية المناطق؛
– دقُّـنا لناقوس الخطر فيما يتعلق بالوضع المزري الذي يعيشه إقليم زاكورة على كافة الأصعدة، إن على مستوى التعليم والصحة والتجهيز والخدمات الأساسية؛
– تضامننا مع نضالات مختلف الفئات والقطاعات العمالية بالإقليم؛
– إشادتنا بالعمل الوحدوي للنقابات التعليمية المحلية ودعوتنا إياها إلى مزيد من العمل المشترك ليشمل باقي القطاعات بالإقليم، ووضع ميثاق يؤطره ويحميه من دعوات التشتيت؛
– دعوتنا النقابات المركزية إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية في هذه اللحظة الحاسمة للرد على الهجوم غير المسبوق للدولة على حقوق وحريات الطبقة العاملة؛
– تحذيرنا القائمين على الوضع السياسي في هذا البلد من الاستمرار في مسلسلات مفضوحة لإلهاء الشعب عوض الاستجابة لمطالبه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية؛
– تضامننا مع المضطهدين عبر العالم وخاصة إخوتنا المُقَـتَّـلِين في بورما وسوريا والمحاصرين والمُجَوَّعين في فلسطين؛
– تنديدنا بالصمت الدولي الرهيب إزاء ما يتعرض له مسلمو بورما، ولعبة توزيع الأدوار بين الكبار في الملف السوري على حساب معاناة هذا الشعب؛
– دعوتنا الغيورين في العالم الحر إلى التدخل لوقف مسلسل التهويد الذي يتعرض له القدس الشريف خاصة وفلسطين عامة من طرف عصابات الإجرام الصهيوني.
هذا وقد خُتم اللقاء بالدعاء بالرحمة للشهيدة رقية العبدلاوي والصبر والسلوان لأسرتها الصغيرة والكبيرة.
و”إنا لله وإنا إليه راجعون”
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله إخوة العدل والغحسان
عمل مبرور بإذن الله عز وجل