أحيدوس: سيمفونية درعه بامتياز

0 1٬753

ahidouss-zagora-2الموقع الجغرافي لمدينة زاكوراة
يقع إقليم زاكورة في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية ،و يعتبر من احد الأقاليم التابعة لجهة سوس ماسة درعة، يحده من الشمال إقليم وارززات ،في الغرب إقليم طاطا وفي الشرق إقليم الراشدية أما في الجنوب فتحده الحدود المغربية الجزائرية، إداريا يتشكل الإقليم من دائرتين وسبع قيادات و25جماعة

رقصة أحيدوس في زاكورة
يضم إقليم زاكورة مجموعة من الأهازيج الشعبية التي تشهد على تنوع ثقافته وانفتاحه على مجموعة من الثقافات القادمة من مختلف المناطق ،حيث نجد رقصة الركبة ،أقلال أحواش….الخ.

تقتصر رقصة أحيدوس على المناطق الناطقة بالأمازيغية (تشلحيت) فهي تنتشر في مناطق أيت سدرات ، تازارين و النقوب.
وحسب الرواية الشفوية فلم يعرف تاريخ هذه الرقصة ولا تاريخ دخولها إلى هذه المنطقة وذلك راجع إلى اقتصارها في أدائها على ماهو شفوي دون التوثيق ،وأحيدس هو رقصة ذات طابع جماعي تكون على شكل صفين متوازين من الجنسين الذكور والإناث وتشمل مجموعة من الحركات و الأشعار برئاسة ما يسمى ب”الرايس” وهذا الأخير هو الذي يضبط حركاتهم وذلك باستعمال مجموعة من الحركات والرموز.

ahidouss-zagora-1طريقة أداء الرقصة
تبدأ الرقصة عادة بتطوع رجلين من بين المجموعة فيختاران مقطع « izli » واحد يكون في الغالب من الرصيد المتداول لدى الجماعة ،وأثناء إنشادهما تقوم المجموعة بالصمت والإصغاء حتى يستوي اللحن ويتمكن الجميع من الكلمات ومعاني المقطع تم يقومون بالرد عليه مع القيام باهتزازات للجسم عبر تحريك الأرجل

الآلات الموسيقية المستعملة
يعتمد إيقاع أحيدوس على الدف ويعرف محليا ب”إكدم””igdm”ويعرف فى المناطق الأخرى ب “ألون” ،حيت تختلف التسمية حسب المناطق واللهجات .وهي آلة إيقاعية تقليدية يتم النقر عليها لضبط إيقاع الرقصة ويكون على شكل إطار خشبي دائري ويغلف غالبا بجلد الماعز ويتوسطه من الداخل خطين يعطيان صوتا رنانا ،ويحكم بواسطة ثقب يكون في الإطار الخشبي حيث يضع فيه الراقص إبهامه

ahidouss-zagoraاللباس في الرقصة
إن الناظر في لباس أحيدوس يرى أنه مزيج من الألبسة التقليدية والألوان الزاهية التي أبدع الصانع الدرعي في نسجها ،حيث نجد الرجال يلبسون الجلباب والعمامة ثم البلغة وعادة تكون كلها من لون أبيض ويتقلدون الخنجر ثم المحفظة الجلدية “اقرب”،أما الفتيات فيلبسن اللحاف الأبيض تحته قميص من الألوان الزاهية كالوردي والأحمر ويشدون اللحاف “بخلالتين” من الكتفين ويلبسن على الرأس ما يسمى محليا ب”القطيب”وهو ثوب يظم مجموعة من الألوان (الصفر الأحمر الأسود…).

الدلالة السوسيولجية للرقصة
انطلاقا من طريقة اللباس ونوعه نلاحظ أن لباس الرجال ربما يدل على نوع من الاستعداد كما أن هده الرقصة تمارس في غالب الأحيان من طرف الشباب الذين لم يتزوجوا بعد مما يدل على استعدادهم للزواج وذلك بحملهم للمحفظة الجلدية أو ما يعرف محليا ب “أقرب”بمعنى الاستعداد المادي ،ثم حملهم أيضا للخنجر بمعنى حماية الأهل.
أما البنات فهن أيضا على استعداد انطلاقا من اللباس والأشعار المتبادلة ،وما يِؤكد هذا هو عمليات الزواج التي تتم بعد هذه الاحتفالات خصوصا وأنها تتم غالبا بعد موسم الحصاد أو مناسبات الأعراس التي تمارس فيها هذه الرقصة ،وما يؤكد هذا الطرح هو أن الفتاة التي لم تتزوج بعد لا تلبس “الخلالة” كما أنها لا تزين عينيها بالكحل. .

باختصار ، فان هذه الرقصة عرفت تراجعا على مستوى أدائها في درعة بسبب تأثر الفئة الشابة إناثا و ذكورا بالتكنولوجيا الحديثة و الإعلام اللذان نتج عنهما ظهور طرق جديدة خارجية في علاقتها بالأعراس ( الجوق …) أدت الى طمس الثقافة المحلية .

بقلم : رشيد أيت حدا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.