الغنجة (موروث ثقافي) – khadija Sabar
الغنجة ALRANJA
المجال الجغرافي:
تقع واحة تغمرت في مجال وادي نون، وتحتل موقعا وسطا في حوض وادي صياد-واركنون، ويحدها من الشمال جبل “تايرت” والذي يفصلها في نهايته الغربية بواسطة “رأس النسر” بعلو570م عن مركز كلميم.ومن الجنوب الشرقي”تايسا”. ومن الشرق هناك معدر”توفليت” الذي يحده من الشمال الشرقي كتلة باني الملتوية، ومن الجهة الجنوبية الغربية واحة أسرير.
تُعرف منطقة تغمرت بتنوع تراثها الذي ينقسم إلى ما هو مادي، غير مادي وآخر طبيعي، وسنرصد من خلال عرضنا اليوم التراث اللامادي المتمثل في الغنجة.فما أصل هذه الكلمة ودلالتها؟ وكيف تصنع؟ وما هي الأهازيج والمراسيم المرافقة لها؟
أصل الكلمة:
إذا تَغَنَّجَت المرأة: غنجت المرأة ـَ غَنْجا: تدلَّلت على زوجها بملاحة، كأنَّها تخالفه وليس بها خلاف، فهي غَنِجَة، (الأُغْنُوجة): ما تَتَغَنَّج به المرأة من عبارات وحركات تزيدها ملاحة. جمع أغانيج. والغُنَاج: الدّلال وملاحة العينين.
وهذا التعريف يتماشى مع الشكل الذي تظهر به الغنجة، فهي مثل العروس في لباسها وتزيينها. إضافة إلى الأهازيج التي ترافقها.
كيف تصنع الغنجة:
هي عبارة عن عود من النخيل أو ما يسمى “بالقرنيفة” وهي من النخيل. وقد كانت في القديم –عندما كان سكان المنطقة رحل يقطنون بالخيام– تصنع من “مرغاية” من الخشب ولكن نظرا لاستقرار السكان بواحة تغمرت المعروفة بنخيلها،استبدلت “المرغاية” “بالقرنيفة”التي يتم تزينها مثل عروس؛ فتوضع لها الضفرة وهي من الشعر الذي يضفر “بامجون” الذي يتدلى من الضفائر وكذلك الخرز الحر “والخويص” وهو اصفر اللون إضافة إلى “لخراب” ويطلقن هذه الضفائر على كتفيها.
أما الحلي التي توضع للغنجة هناك امزرد والبغداد أو الكتاب المصنوع من الفضة، لبكير والعقيق، كما هناك أيضا القلادة، الصرع و أزلاك كل هذه الحلي تزين عنق الغنجة أما الحلي التي تزين معصميها نجد التسابح من صانغو.
فيما يخص لباسها فهو نفس لباس العروس ملحفة سوداء اللون يبرز منها شعرها وحليها ثم النكشة وهي ايزار ابيض يوضع على محزمها ومن شروط الغنجة انه لا يكشف عن وجهها حتى يعلق عليها وبعدها يمكن للجميع رؤيتها.
دلالتها:
في المجتمع الصحراوي يتم التبرك بالعروس التي تجلب معها الخير الكثير فيقال عنها “كْصّتْهَا زَيْنَة” لذلك تزين الغنجة مثل العروس أملا بجلب الخير معها وهذا العرف عرف منذ القديم حيث كان الناس مجرد رحل إلى يومنا هذا حيث تخرج النساء في أوقات الجفاف بالغنجة طمعا في نزول المطر.
أهازيج الغنجة:
عند خروج النساء والبنات يحملن الغنجة يرددن مجموعة من الأهازيج وهي:
الغَنْجَة اللَّيْلاَ جِيبْ السْحَابْ بْلاَ كْلاَّ
وتعني الغنجة هاهي ذي الليلة يا الله آتي بالمطر بدون قلة
الغَنْجَة حَلَّتْ رَاسْهَا يَا رَبِّ بَلْ أَخْرَاصْهَا
تعني آن الغنجة أطلقت شعرها يا رب بلل الاخراص التي تتدلى من ضفائرها
الغَنْجَة وَلاّ عُودَانْ يَا رَبِّ سَيّلْ وِيدَانْ
تعني أن الغنجة مجرد أعواد ويا رب نطلبك أنت لتنزل المطر الكثير حتى سيلان الوديان
يَا الله وْالنّوْ الزّايْزْ يَا الله لَا خَلاّ عْزَايْزْ
يَا الله وْالنّوْ لْيَجْرِي يَا الله لَا خَلاّ عَزْرِي
يَا الله وْالنّوْ التِّيخْ يَا الله لَا خَلاّ شِيخْ
يطلبن الله بتقلب الأجواء وإنزال مطر غزير لا يترك عجوزا ولا شابا أو شيخا إلا وبلله.
المراسيم المرافقة للغنجة:
هذه هي أهازيج الغنجة التي ترددها النساء والبنات وهن يتنقلن بين الأزقة، فيخرج الجميع من بيوتهم، يقوم البعض بالرش على الغنجة بالماء وعلى المشاركات كذلك تفاؤلا بنزول المطر، والبعض يقدم المال أو السكر والدقيق، كل ما يجمع يكون “للمعروف” الذي تجتمع فيه النساء مرة أخرى، فيقدمن الأكل لكل من حضر أو كان مارا من الطريق وكذلك للأطفال.
ثم يجتمعن للغناء وهنا تحضر رقصة الكدرة المتعارف عليها في المنطقة.
فيدوهات عن الغنجة:
من انجاز:
صبار خديجة Sabar khadija