زاوية الولي الصالح سيدي محمد بن أحمد نايت حساين طاطا – EL MOUSSI ABDESSADEK
زاوية الولي الصالح
الموقع:
تقع زاوية آيت حساين بمدشر أكادير “الهناء” الواقع بمنطقة أفرا شمال مركز طاطا الحالي، ولا يزال مقرها قائما و معروفا هناك. يؤدي بعض وظائفه إلى يومنا هذا.وقد كانت خلال القرن 13 هجري أشهر زاوية ببلاد جزولة كلها إلى جانب زاوية تمكدشت التي تربطها بها علاقة وطيدة.
المؤسس:
هو سيدي محمد بن أحمد المكني بالأعرج بن محمد بن محمد بن موسى بن عبد الرحمن من بني حساين المستقرين بمنطقة أفرا شمال مدينة طاطا الحالية ،ولد و نشأ في أسرة معروفة بين قبائل أفرا بالعلم والصلاح، تلقى العلم من عدة شيوخ، وكان من أشهر أقطاب الصوفية في عصره على صعيد المنطقة الجنوبية. قضى معظم حياته في نشر العلم و التصوف، و أخذ عنه علماء بارزون, وكان إلى جانب ذلك مهتما بالزراعة، يتعهد أملاكه بيده ويتولى في نفس الوقت القيام بأمور زاويته التي أسسها في بلدته.
كان رحمه الله محترما ومبجلا من قبل قبائل طاطا ونواحيها، مما جعلها تأتمر بأمره وتنتهي بنهيه في أمور دينها ودنياها وفي نزاعاتها وخلافاتها، توفي رحمه الله سنة 1251 هجرية عن عمر يناهز التسعين عاما.
إشعاع الزاوية
استمر إشعاع الزاوية الحسينية بعد وفاة مؤسسها على يد أبنائه وحفدته، الذين صاروا على نهجه في العلم والتربية الصوفية وامتد نفوذها الروحي إلى خارج منطقة طاطا، ليشمل المناطق الجبلية المجاورة حيث أسست لها فروع في كل من “تنيكرتن” بايت حميد، و “تنكليلت بهرغة ، و “اداوزكري” و “ايت شعايب” باداوكنسوس بإقليم تارودانت.
وتجلى إشعاعها في تزويد جل المدارس المنتشرة في الجنوب بخرجيها من حفظة القرآن و الفقهاء اللامعين الذين ساهموا في نشر العلم وإصلاح أحوال الناس بالمنطقة. ومما عمق تأثير الزاوية في هذا المجال قيام علمائها كل سنة بما كان يسمى التجوال المعروف (أدوال)، عبر مناطق نفوذها صحبة طلبتهم للترويح عنهم من جهة والوعظ والإرشاد والبث في النوازل من جهة أخرى ، وبهذا ساهم آل حساين في محاربة البدع وإصلاح عقيدة سكان المنطقة وقد احتفظت الزاوية بهذه العادة إلى عهد قريب جدا.
وباختصار فقد استمر نشاط الزاوية واضطلعت بكل وظائفها منذ أواخر القرن الثاني عشر الهجري إلى حوالي العقد الثالث من القرن الرابع عشر، ولم يتراجع هذا النشاط إلا بحلول قوات الاحتلال الأجنبي بالمنطقة.
علاقة الزاوية بالسلاطين العلويين:
ظلت زاوية ايت حساين منذ تأسيسها تحظى برعاية السلاطين العلويين وتروي الرواية الشفوية أن السلطان المولى عبد الرحمن زار مقرها في إحدى جولاته وسلم على إثرها لمؤسسها الظهير الأول القاضي باحترامها و توقيرها .ويحتفظ أبناء الزاوية بسلسلة متصلة من الظهائر الشريفة و الرسائل السلطانية والوثائق المخزنية التي تؤكد استمرار هذه العلاقة. وقد مكنت هذه الرعاية زاوية آيت حساين من القيام بالأدوار الدينية والاجتماعية المشار إليها والمهام والواجبات التي يقتضيها ولاؤها للسلاطين العلويين الأشراف.
واقع الزاوية حاليا وصعوبة اندماجها:
إذا كانت ظروف الاحتلال الأجنبي قد حالت دون مواصلتها لهذا الدور فان جل أبنائها قد انخرطوا بعد الاستقلال في الوظائف الحكومية كسبيل لخدمة الوطن و المواطنين ولا تزال ثلة من هؤلاء الأبناء يسيرون على نهج أسلافهم في الاهتمام بالقرآن والعلوم الدينية على أمل أن يعيدوا للزاوية نشاطها وتضطلع من جديد بالرسالة التي كانت تحملها.
بقلم: EL MOUSSI ABDESSADEK
تحت إشراف: ذ:عبد الصمد بصير