قصبة أم حنش بفم زكيد – SELLAH Aissam

0 2٬186

قصبة أم حنش بفم زكيد  

La Kassbah de oum hanche de foum zguid

مقدمة:  يعد التراث ثروة حضارية مهمة، تشع منه قيم وأفكار ومعتقدات الشعوب، وبذلك فهو بمثابة معلمة بارزة لدى كل مجتمع؛ تشكل هويته ونواته الأساسية التي ينهض عليها. ونفس الأمر يسري على منطقة فم زكيد التي تزخر بتراث ثقافي متنوع. ولصعوبة ذكر جميع أنواعه، ارتأينا الإكتفاء بذكر أحد أشكاله المتمثلة في التراث العمراني، الذي تجسده قصبة أم حنش. إهتمامنا بهذه المنشأة نابع مما تحمله من قيم ورسائل مختلفة، وكذا لكونها تعتبر شاهدة من شواهد الماضي المادية التي تعيش بيننا، رابطة حاضرنا بماضي الأسلاف، ويبقى الدافع الأساس مرتبط بما تتعرض له هذه المنشآت من عمليات التخريب والتشويه المتزايدة.

–         لكن ما المغزى من تشيد هذه القصبة؟ وهل بنيت هذه الأخيرة وفق تصميم وتخطيط معقلن؟ أم بطريقة عشوائية؟ وما الوظائف التي أدتها هذه البنايات؟ وأخيرا مامصيرها في وقتنا الراهن؟.

موقع مدينة فم زكيد

   La Kassbah de oum hanche de foum zguid-1   تقع بلدية فم زكيد في الجنوب الشرقي للمملكة، وتعد من أهم دوائر إقليم طاطا،  يحدها شمالا إقليم ورزازات وشرقا إقليم زاكورة، وغربا دائرة طاطا، ومن الشمال الغربي إقليم تارودانت، وجنوبا الحدود مع القطر الجزائري، وتستقر بالضبط بالسفح الجنوبي لجبل ”باني”[1].

مناخ المنطقة

        يسود المنطقة  مناخ  قاري  يتميز  بارتفاع درجات الحرارة  في  الصيف مابين 48 و 35  درجة في  النهار  في  شهر يوليوز  وغشت.  وفي فصل  الشتاء يسود المنطقة  مناخ قاري جاف  يتميز ببرودة الليل  القاسية  ودفئ  النهار[2].

التسمية                                   

      نحن أمام اسم مركب دلالته الأولى واضحة لارتباط اسم الفم بالفج الجبلي لباني. أما الاسم الثاني ”زكيد” دلاليا لم نجد في العربية ما يرمز لتعريف يمكن الارتكان إليه، في حين تسعفنا الأمازيغية كثيرا بحيث يصبح اسم زكيط أو زكيت عند البعض يعني الفتلة من خيط الصوف الملون التي تنسج منها الزربية والجمع ازكيتن ويفترض أن الاسم عمم على مجال الزربية ككل حتى أصبحنا أمام جزء من ايت واو زكيت اذن نحن أمام بلاد الزربية أو بلاد أهل الزربية المشهورة حاليا باسم أهلها الزربية الواوزكيتية.[3]

إن إيجاد دلالة لتسمية –فم زكيد- في القاموس الأمازيغي يحيلنا على أن الأمازيغ هم الساكنة الأصلية بهذه المنطقة، امتزج بهم فيما بعد العرب النازحين من المشرق والصحراء، فكونت بها عدة قرى ودوا وير، إلا أن قلة الموارد المائية وتزايد الإقبال عليها أدى إلى نشوب صراعات بينها دفعت السكان إلى بناء قصبات للإحتماء بها.

La Kassbah de oum hanche de foum zguid-2قصبة أم حنش

       «يراد بالقصبة في المغرب بناية محصنة بأسوار متينة، وهي التي تقابلها كلمة القلعة الشائعة في الشرق العربي. وتستعمل القصبة باللسان الدارج المغربي في صيغ مختلفة: القصيبة للتصغير والقصابي للجمع. […]وتستعمل كلمة قصبة للدلالة على أشكال معمارية قاسمها المشترك التحصين، إلا أنها تختلف في بعض التفاصيل. ففي الأصل تعني كلمة القصبة –بحكم وظيفتها- أهم بناء في المدينة، وتتميز بتحصينها ومناعتها إذ توفر مكانا صالحا للمقاومة مدة زمنية طويلة. فهي تشكل ملجأ آمنا لممثل المخزن في حالة هجوم طارئ أو ثورة محلية».[4]

        قصبة أم حنش نموذج للقصبات بفم زكيد تضم عدة منازل متراصة فيما بينها، محاطة بسور تتخلله أبواب بناها سكان المنطقة لتأمين حياتهم وحماية ممتلكاتهم. لقد تعددت الروايات واختلفت الأساطير حول تسمية أم حنش إلا أن أكثرها تداولا تلك التي تحكي أن شخصا يدعى ”بن ناصر” جاء مع عشيرته ليستقر بالمنطقة، وكان لهذا الولي بركات وكرمات كقدرته على التحدث مع الحيوانات ومن بينها الأفاعي، ففور مجيئه وجد المنطقة مملوءة بالأفاعي ودعا الله أن يخلي المنطقة منها، فاستجاب له الله. فغادر جميع الأفاعي القصبة إلا واحدة ولما سألها عن عدم رحيلها أجابته بأنها وضعت بيضها وبأنها أعمى لا تستطيع الخروج، ولذلك تعاهد معها كي لا تؤدي أحد إلا من اعتدى عليها وعلى أبناءها وبذلك عاشوا جنبا إلى جنب في أمن وسلام[5].

 لكن ما مدى مصداقية هذه الأسطورة؟.

   إن ما وردنا من الروايات الشفوية يحتمل الصحة والخطأ. فيمكن أن يكون هذا الولي قد اخترع هذه الأسطورة لنيل احترام الساكنة،  أو هي مجرد إشاعات خلقت لتخويف الأعداء، كما يمكن أن تكون قد ابتكرتها الساكنة للحفاظ على منشآتهم، حتى لا تخربها الأيدي البشرية. هذه الفرضية هي الأقرب للصواب، علما بوجود عنصرين يحميان التراث وهما: عالم الروحانيات، والحيوانات، وهذه الأسطورة تمزج بينهما،  وبانكشاف أمرها أصبحت أيدي التخريب تترك آثرها على القصبة.

إن اسمي فم زكيد وفم حنش -اللتين عربتا بعد دخول الإستعمار للمنطقة سنة 1930- يلتقيان عند كلمة ”فم” ويمكن تفسير التقائهم هذا إلى كون قبيلة أم حنش أقدم قبيلة استقرت بالمنطقة ومنها استقت الجماعة اسمها الأول.

    بنيت قصبة أم حنش أوائل القرن 13، بقلب مدينة فم زكيد على أرض منبسطة، بناؤها فوق المنبسط هو ما أعطاها شكلها المستطيل. إن اختيار موقع  القصبة لم يأتي بمحض الصدفة، بل جاء محترما لضروريات عيش السكان، ومادمنا في وسط قاري يتميز بارتفاع درجات الحرارة تصل في الصيف إلى 48 درجة في  النهار، فلا غرابة في أن يكون جانب الأودية هو النواة الأساس لبناء القصبة، إلا أن توفر الماء لا يكفي لإتمام استقرار السكان، ولذلك نجدهم يراعون جوانب أخرى  تتعلق بجودة الأرض، وصحة الهواء، وسلامة المختزن من التعفن.

     صُممت قصبة أم حنش وفق تخطيط هندسي محكم. يشمل عددا من العناصر والمرافق تتوزع داخلها بشكل دقيق، فهناك البنايات المخصصة للسكن وتلك الخاصة بالمؤسسات الدينية وأيضا تلك المخصصة للأمن ولمخازن السكان…

     يحيط بالقصبة سور طويل، شيد قبل بداية الحروب ترقبا لها، تحضى الأسوار بأهمية كبيرة في حياة السلف وما يؤكد هذا مقولة تتداول في تراثنا التقليدي تقول «سيوفنا أسوارنا»[6]. فالأسوار تحل محل السيوف. وتحدد القصبة وتعزلها عن المجال العام لمدينة فم زكيد، إلى جانب هذا نجدها تقوم بأدوار اجتماعية ونفسية وثقافية بحيث أنها تساهم بشكل كبير في ترسيخ الشعور بالانتماء إلى المحيط، وتقوي الروابط بين السكان المنتمين إليها، فالفرد بإقامته في القصبة يحس بانتمائه وكلما ازداد استقراره تزداد قيمته حتى يصبح ابن المنطقة.

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-3

 تكمن الوظيفة الأساسية لسور القصبة في الاحتماء من المتربصين ومن الأخطار الطبيعية (الرياح القوية والحيوانات المفترسة…).

     يتخلل سور القصبة أربعة أبواب، ينفتح كل منها على عظم، لتفادي الإزدحام. تتخذ هذه الأبواب أسماء العائلات التي تنفتح عليها وهي كالتالي: الباب نَايْتْ عْلِي من جهة الغرب، والباب نِمُوزَازْ من جهة الجنوب، والباب نِمْزِيلَنْ جهة الجنوب الشرقي. وأخيرا الباب نَايْتْ عْمَرْ جهة الشرق وهو الباب الرئيس للقصبة، كما توضحه الصورة أسفله. تغلق الأبواب الثلاث بعد صلاة المغرب، ويبقى هذا الباب مفتوحا تتم حراسته ليلا من طرف أربعة أشخاص كل واحد منهم ينتمي لعظم، يختارهم ”أمغار” أي شيخ القبيلة لمراقبة البضائع التي يحملها الوافدين إلى القصبة و الخارجين منها. لكن لماذا تغلق الأبواب الثلاثة وينفرد هذا الباب بعملية الحراسة؟

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-4

    بتأملنا في اسم هذا الباب وجدناه يحمل اسم عائلة شيخ القبيلة ”عبد الله نَايْتْ امْحَنْدْ الصْغِيرْ نَايْتْ عْمَرْ” ولذلك فهو يبقى مفتوحا لحماية شيخ القصبة وعائلته، وحماية ممتلكاتهم، كما أن هذا الباب ينفتح على مسجد القصبة ولذلك يبقى مفتوحا حتى لا تضيع على الموجود خارج القصبة فريضة الصلاة. إلى جانب الوظائف الأمنية، قامة هذه الأبواب بتنظيم حركة الدخول والخروج.

     يوجد على كل باب برج، تكمن وظيفته في الدفاع على أرواح المستقرين والحفاظ على ممتلكاتهم، يكون دائما خارج عن السور ب 5 أو 6 أمتار، تتخلله ثقاب منحرفة يكمن دورها في رؤية العدو دون أن يلمح من بالداخل، يختلف حجم هذه الثقوب باختلاف وظائفها.

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-5

      لم يبالغ سكان القصبة في تشييد منازلهم وتوسيعها وزخرفتها فالمهم عندهم أن تقي الإنسان حرَّ الشمس وقرَّ البرد، ولذلك نجدهم يستعملون في بنيانهم طريقة ”اللوح” أي التابوت مستعملين في بنائهم الطين الممزوج بالتبن والحصى الصغيرة لتصبح أكثر سمكا وصلابة، فاختيارهم للطين لم يأتي فجائيا بل جاء محترما لمناخ المنطقة التي تعرف مناخا حار في الصيف وبارد في الشتاء ، لذلك استغل السكان الطين لبرودته صيفا ودفئه شتاءا. واستعملوا الجريد للتسقيف رافعين سقفه بجذوع النخل، ويرجع اختيارهم لهذا النوع؛ إلى كون النخل أهم الأشجار التي ارتبط بها الإنسان ورعاها وشكلت مورد رزقه.

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-6

      ومن مباني القصبة نجد منزل أمغار ”عبد الله نَايْتْ امْحَنْدْ الصْغِيرْ نَايْتْ عْمَرْ”، الذي مثل أعلى سلطة في القصبة، ثم تعينه بعد اتفاق العظام  الأربعة عليه، يتطلب فيه أن يكون ذوا تجربة في الحياة. يقوم هذا الأخير بمجموعة من الوظائف: كالتدخل لحل نزاع العظام، وتقسيم مياه السقي والأراضي بينها. بنى  ”عبد الله نَايْتْ امْحَنْدْ الصْغِيرْ نَايْتْ عْمَرْ” منزله المسمى ”تَدْوَرِيتْ نَايْتْ الْخْلِيلْ” -كما هي موضحة في الصورة- في أوائل القرن العشرين لتكون مقرا لقيادته وفضاء لاستقبال ضيوفه، شَيَّدَها بقلب القصبة، لتقرب من رعاياه وتسهيل وفودهم إليه وخدمتهم. لكن لم يعد يقوم هذا الأخير ”أمغار” بهذه المهام؛ بفعل المؤسسات التي أحدثتها الدولة كتأسيسهم لشبكة الشيوخ والمقدمين الذين يسمون أيضا ”إمغارن” بحيث أصبحت هذه الشبكة أنجع وساطة بين الإدارة الحديثة وسكان المجتمع القروي. وبالتالي تحول هذا الأخير من ممثل للقبيلة إلى عون للدولة.

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-7

    تتخلل هذه مباني القصبة نوافذ صغيرة الحجم تتمركز في الأعلى، مهيأة الانفتاح على الخارج دون إخلاء بالحجاب، كما تيسر السبيل أمام أهداف التهوية والإضاءة.

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-8

    تخترق مباني القصبة أزقة ضيقة، بعضها مغطى والبعض الآخر مكشوف يدخل منها نور الشمس، وتجعل الفرد مرتبط بخالقه. تخطط هذه الأزقة متعرجة  وضيقة، يقتصر اتساعها على ما يفي بمطالب مُرُورِ وَغَدْوِ الباعة الجائلين ورواحهم، فتعرجها يصعب على الداخلين عبورها وتميز أبناء القصبة عن غيرهم. كما توفر مساحات ظليلة، وتتيح اختزان الهواء الرطب ليلا حتى يشيعه أثناء ساعات القيظ ملطفا من حرارة الجو على العكس من الشوارع المستقيمة والواسعة، وهذا ما يجعلها مقسمة إلى أجزاء مغلقة المطل أي مقفولة المنظر يوفر للسائر فيها ميزة نفسية توحي له بقصر المسيرة التي عليه أن يقطعها. إلى جانب هذا فإن هذه التعرجات تضفي طابع الجمالية على المباني.

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-9

على الضفة اليسرى للباب الرئيسي للقصبة، يقع مسجد أم حنش بعيدا عن منازل السكان، لتسهيل أداء الأجانب لفريضة الصلاة دون إخلاء بالحجاب. يتكون هذا المسجد من قاعة طولها 11متر، وعرضها 8أمتار، مشكلة من 5 نزبات موازية لحائط القبلة، شبابيكه وزخارفه تجسيد للهندسة المعمارية الإسلامية المتبعة في بناء المساجد، به محراب ومنبر وجانب مخصص للنساء، وقاعة الوضوء. ومازال هذا المسجد يؤدي أدواره.

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-10

واقع قصبة أم حنش الحالي

          شهدت قصبة أم حنش في الآونة الأخيرة فراغا بشريا كبيرا. بفعل التحولات التي لحقت بنية المجتمع الواحي من قبيل: الإنتقال من السكن الجماعي إلى السكن العصري، حيث أصبحت الأسر تطمح إلى بناء مسكن خاص منعزل وواسع يمكنها من ممارسة حريتها وإبراز مكانتها الإجتماعية والمادية، وذلك بسبب عامل الهجرة، الذي ترتبت عنه هذه التحولات. إلى جانب هذا نجد تراجع أدوار المؤسسات التقليدية كجماعة والقبيلة، وذلك نتيجة لعدة أسباب كتزايد النمو الديموغرافي، وهو الأمر الذي تحدث عنه بول باسكون (pascon)عندما شبه المجموعة البشرية بالشجرة الجنيالوجية التي تتزايد أغصانها باستمرار بينما تفقد جذوعها وأطرافها السفلى باستمرار، إذ أن العائلات تفقد رؤساءها الذين يشكلون ذاكرتها وأهم عناصر انسجامها[7]. وعلى الرغم من ذلك نجد فئة قليلة من الساكنة لازالت تقطن بها، بفعل عدم امتلاكها لمذخول يمكنها من ترك هذا المجال والإنظمام للمجال العمراني الحديث، وكذلك بدافع تشبثها بموطن أجدادها الأصلي، لكن تشبثهم هذا لم يساير نمط سكن أسلافهم بل وضعوا عليه بصمتهم، وأدخلوا عليه مواد بناء حديثة.

 La Kassbah de oum hanche de foum zguid-11

خاتمة: إجمالا فقصبة أم حنش تحمل بين أسوارها موروثا ثقافيا يحتدا به. فهي بمثابة مرآة تعكس لنا حياة الأجداد التي ظلت محفورة في ذاكرتها، ولهذا فهي لا تعوض ولا تقدر بثمن، واندثار أو زوال جزء منها يعد خسارة لنا وللأجيال اللاحقة. وهذا ما يفرض تضافر جهود الساكنة والمجتمع المدني والدولة، لرد الاعتبار لهذا الموروث ونفض الغبار عليه.

                  فمن المستحيل إحياء الموتى

                                                              لكن من الممكن إحياء ذاكرتها.

المراجع:

–         الرواية الشفوية.

–         مونوغرافية بلدية فم زكيد.

–         الندوة الوطنية حول أسوار المدن العتيقة.

–         ثروت عكاشة، القيم الجمالية في العمارة الإسلامية.

–         امحمد، مهدان، التحولات الإجتماعية والتنمية: دراسة في النظام المائي لواحة توذغى.

–         معلمة المغرب: المغرب الأقصى، الجزء 19 .

–          

من إعداد الطالب:  سلاح عصام  SELLAH Aissam

 تحت إشراف: عبد الصمد بصير



[1] – مونوغرافية بلدية فم زكيد.

[2] – نفسه.

[3] – نفسه.

[4] – معلمة المغرب: المغرب الأقصى، الجزء 19، مطابع سلا،2004، ص.6633.

[5] – رواية شفوية، لأحد شيوخ المنطقة يبلغ من السن 65سنة.

[6] – يراجع في هذا كتاب:الندوة الوطنية حول أسوار المدن العتيقة.

[7] – امحمد، مهدان، التحولات الإجتماعية والتنمية: دراسة في النظام المائي لواحة توذغى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.