رقصة السقل “زاكورة” – BRAHIM NAIME
رقصة السقل “زاكورة”
يزخر وادي درعة الواقع في الجنوب الشرقي للمملكة والمشكلة من 6 واحات وهي من العالية نحو السافلة “مزكيطة ،تنزولين، ترناتة،فزواطة ،لكتاوة ،امحاميد ،”بثقافة متنوعة والمتوارثة أب عن جد،والتي من خلالها يعبرون عن حياتهم اليومية ومدى تفاعلهم مع الظروف الطبيعية المفروضة عليهم ،وذلك من خلال مجموعة من الأنماط التعبيرية ،من عادات وتقاليد .
وسنقتصر في مساهمتنا هاته المتواضعة على دراسة المنتوج الثقافي الخاص بواحتي ترناتة وفزواطة ،رقصة “السقل ” وهذه الرقصة تحمل أبعادا دلالية خصوصا طريقة أدائها والزي والآلة المستعملة على مستوى تجسيد الإيقاع والشكل والحركة ،إذا فما هي الدلالات التي تحملها هذه الرقصة “السقل” ؟وما هي أبعاد للباس والآلة في أدائها ؟
- دلالات شكل وحركات الرقص في تجسيد التراتبية الإجتماعية :
إن الأشكال التي رسمها الإنسان الدرعي عموما وخصوصا واحتي ترناتة وفزواطة من خلال رقصاته وكذا الحركات التي يؤذيها ، لايمكن بأي حال من الأحوال أن نسميها بالإعتباطية أو أنه اختلقها عبثا ،وإنما هي علامات أيقونة ،لها موضوع تربطها به علاقة مماثلة في الواقع ،لذلك فقد جازلنا أن نقدم بعض الدلالات التي قد تحملها هذه الأشكال والحركات من خلال الرقصات التي اشتهر بها سكان الواحتين موضوع الدراسة ،وهي رقصة السقل وأقلال والحضرة هذه الأنواع الثلاث تتكامل فيما بينها ،حيث نجد أن رقصة السقل تجسد مرحلة الإستعداد للحرب ،بينما أقلال يجسد مرحلة الحرب ،في حين أن الحضرة تجسد مرحلة العودة إلى القواعد .
وتجدر الإشارة إلى أن الشكل الذي تتخذه هذه الحركات يعكس التراتب الإجتماعي داخل القبيلة ،فنجد الشيخ مثلا داخل رقصة السقل له ما يقابله داخل القبيلة وهو شيخ القبيلة ،وأما حامي العوادة والطعريجة ،فيحاكون المقربون إلى الشيخ وهم أعضاء القبيلة الأربعة ،في حين يحاكي حاملو السيوف الجنود المجندون لحماية القبيلة ،ويبقى حاملو الدفوف على كثرتهم هم يحاكون الفئة العامة من داخل القصر.
2. أبعاد ودلالة اللباس والآلة في الرقصات :
أ- الآلة:
تحضر الآلة بشكل بارز في الرقصات ،وهي ذات أبعاد دلالية نجملها في الأنواع التالية :
الطارة: متعلقة بالشيخ والمقدم دون غيرهما ،وبذلك فهي تجسد المكانة المرموقة التي يحظان بها داخل القبيلة .
الطعريجة : متعلقة بأحد المقربين إلى الشيخ ،وهي رمز لطبقة إجتماعية يمثلها المحيطون بالشيخ.
العوادة: لاتخرج عن الإطار الذي ضمنه الطعريجة ،لكون حامليها يقفون إلى جانب الشيخ و المقدم.
الدف:يحضر بكثرة ويعكس الطبقة العامة البسيطة.
السيف: آلة حربية يحملها الجنود المدافعون عن القبيلة ويقتضي الشجاعة والقوة،لذلك فإنه لايحمله في الرقص إلى أناس أقوياء .
ب- اللباس:
يشكل لون الزي إحدى العلامات التي يستثمرها الإنسان كلغة للتعبير عن ما يحس به وما يعيشه ،لذلك فقد اختار سكان الواحات اللون الأبيض للتعبير عن موقفهم من الوجود ،فمن جهة فهو رمز للسعادة ومن جهة أخرى علامة لتفاعل الإنسان مع الطبيعة ،كونه يعكس لون الشمس للدلالة على الحرارة اللافحة التي يمتاز بها المجال ،كذلك يعبر اللون الأبيض عن التوجه الديني الإسلامي ،بالإضافة إلى دلالته على الطابع المسالم للمجتمع الدرعي إلى غير ذلك من الدلالات التي تجعل منه رمزا للتقافة .
خلاصة القول أن الإنسان الدرعي قد شكلا نسيجا متكاملا من العلاقات في تفاعله مع الطبيعة والآخرين، تلك العلاقات مبنية على مجموعة من الأنظمة والرموز الدالة على تاريخ الإنسان في كل زمان ومكان .
من إنجاز: BRAHIM NAIME