رقصة الكدرة- Enassi Mbark

0 1٬836

إقليم أسا الزاك هو أحد الأقاليم المغربية ينتمي هذا الإقليم لجهة كلميم سمارة   ويقع وسط البلاد، يحدها شرقا الحدود الجزائرية جنوبا الأقاليم الجنوبية     المغربية

رقصة الكدرة :

       تنتشر رقصة الكدرة بين سكان منطقة واسعة، تمتد من الحمادة شرقا عبر أقاليم درعة وزمور إلى الساقية الحمراء. إلا أن صيتها ارتبط بمنطقة وادي نون. ورقصة الكدرة هي رقصة شعبية قديمة، ارتبط اسمها بالقدر المصنوع من الطين الذي تم إقفاله بجلد المعز المذبوح لتوه. وذلك بجعل الشعر إلى الأسفل والجانب الأملس إلى الأعلى ثم يعرض لأشعة الشمس قصد تجفيفه بعد أن يتم أحكامه في فم القدر جيدا . ثم يؤخذ مغزلان خشبيان لضرب الجلد في موقع القدر وفق إيقاع خاص وأغنيات خاصة.

   إن رقصة الكدرة في الواقع عبارة عن مسرحية مرتجلة، يقوم بتمثيلها الشباب الذكور خاصة. بحيث يقوم أمهرهم في معرفة الإيقاع بالضرب على القدر بواسطة قضيبين خشبيين، وذلك بعد أن يتحلق حول الكدرة جماعة من الشباب الذكور، فيبدأ الإيقاع على القدر ثم تصفق جماعة من الشباب المتحلقين حوله وفق الإيقاع نفسه. وفي الوقت ذاته يرددون نشيدا  على شكل حوار بين فئتين يتعلق موضوعه بالمناسبة، وهي غالبا ما تكون حفلة عرس. وبعد لحظة من الإيقاع الساخن وهو شرط ضروري تشترطه الراقصة، تدخل وسط الحلقة فتاة في كامل زينتها متلثمة ثم ترقص متقنعة بملحافها، حيث يتصاعد رقصها شيئا فشيئا حتى يدخل البطل ليكشف عنها القناع ويتعرف على محاسنها ويعلق عليها خنجرا دلالة على حمايتها، وعلى أنه اختارها زوجة المستقبل. وإذ ذاك ينسحب فيتغير الإيقاع ويشتد أكثر من السابق ويكون موضوع النشيد حول الراقصة مثل “وهاه من دار الكلادة لبيتيل ولا عيادة” “يمباركة ورغببة دلي لكرون علي” “يا عريش لبنان خلي داك الزين يبان، وتبقى الرقصة في الاستمرار حتى تقرب نهايتها، فيتغير الإيقاع للاستراحة قبل استئناف الرقصة من جديد مع فتاة أخرى.

       ولقد ارتبطت الكدرة في منطقة وادي نون، باسم الفنانة “لبشارة بنت حمودي بن محمود”. وهي من أقطاب الغناء والرقص الحساني، وهي فنانة داع سيطها على الصعيد الوطني والعالمي. تربت وازدادت بمنطقة وادي نون، وقد أحبت كثيرا الفنون المرتبطة بالتراث الحساني منذ نعومة أظافرها. بحيث كانت لها مكانة هامة في الحياة الفنية الصحراوية دشنتها منذ أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات، فساهمت مساهمة فعالة في الحفاظ على نمط مهم من تراته الزاخر والمتمثل خصوصا في رقصة الكذرة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ادارنقت بهذا النمط الفني لتساهم بالتعريف به إقليميا ووطنيا، خصوصا بالساحة الحمراء بموسكو وباريس وكندا وإسبانيا…

 الطبل :    

       الطبل عبارة عن إناء خشبي يسمى “تزو” متسع متوسط الغور، يستعمل عادة لجمع لبن النوق عند الحلب. لذلك أريد استعماله ليكون طبلا يغطى بقطعة من جلد الإبل أو الغنم (غالبا ما يكون إبلا). تشد بحبال  من نفس الجلد بعد وضعها في الماء ليسهل شدها، ويزركش هذا الطبل بالحناء.


 

لا تزال توجد طبول قديمة كبرى في العديد من الدور ذات السيادة والجاه إلى يومنا هذا.وكان يستعمل الطبل قديما للفرحة القصوى واستنفار سكان الحي لكل أمر هام، أو عند الخوف. وقد تقلصت هذه الاستعمالات حتى اقتصرت على الأفراح خصوصا الأعراس والختان والعقيقة وغيرها.

لهذا الطبل أغاني متميزة تقال أوان ضربه ليست كالتي تنشد عند استعمال الآلات الموسيقية الصحراوية الأخرى المسمات “تيدينيت” و”اردبين” و “القيتار”.بحيث يقتصر أغانيه على الأمداح النبوية.  أما فرقته تتشكل أساسا من النساء ولا بأس من الاختلاط ببعض من الرجال.

 

 الهرمة :

يوجد في إحدى مناطق الإقليم لون آخر من الفلكلور يعرف بالهرمة. وهي رقصة أصيلة من أصالة قبائل وادي نون. تقابلها رقصة أحواش عند باقي القبائل المجاورة.

ورقصة الهرمة عبارة عن صف من الشيوخ يتخلله بعض الشباب، ويتوسط الصف شيخ مسن له خبرة في اللغة، اي بالكلمات والمقاطع الشعرية والأمثال العربية المشهورة.

تبدأ رقصة الهرمة بافتتاح الشيخ برفع صوته بكلمات عربية فصيحة مجملة ومركزة لمثل أولواقعة تاريخية أوصفة حميدة أوغزل..فيرددها المشاركون بالتوالي وهم منقسمون في صفهم إلى ميمنة وميسرة. وكلما حمت الرقصة إلا وبدأت الحركات الرشيقة وركزت الأرجل المنتظمة وينتج عن ذلك إيقاع موسيقي تتحرك له مشاعر المتفرجين.

تختتم الرقصة بتصعيد الصوت فيها وتشديد ركزات الأرجل، وأثناء ذلك يتقدم بعض من له الخبرة أكثر، ويرقص مع فتاة أمام الصف بالذهاب والإياب من رأس الصف إلى آخره، ومن آخره إلى أوله وهكذا تتم في حركات منتظمة وألحان شعرية غزلية جياشة.

هذه الرقصة متداولة في قبيلة ايت احماد في جميع قراها وفي قبيلة ايت بوعشرة وأيت زكري. وقد جاءوا بها من عند قبائل الشرق طاطا وزاكورة.إلا أن هذه الرقصة لم تعد تتداول إلا نادرا وقد لحقها ما لحق( بكنكة)من نسيان

 

بعض الباحثين في ثقافة الصحراء (الكدرة)


بقلم :ذ بلعيد أطويف */طانطان

إن لكل شعب أسلوبه في الفرجة وطبيعته في المشاركة والاستمتاع، ولكل شعب في تراثه ما يحرك ويثير كوامن نفسه.1
لكل شعب ما يستسيغه أو يرفضه ولكل بيئة أدواتها ومعطياتها وظروفها، ولكل شعب أسلوبه في التعبير والتوصيل والفرجة في التأثر والتأثير والنقل وفي الوصول إلى المتعة والمعرفة.2
وكما هو معروف فإن التراث الشعبي المغربي يفيض بشتى فنون القول والحركة والغناء، لذلك يجب اعتباره كأي تراث إنساني ” ترجمة إثنوغرافية” ذاتية للمجتمع المغربي من حيث هو كائن حي عضوي له حياته الخاصة الممتدة والمتشعبة التي يمكن تتبعها في كل مراحل تطورها ومعرفة العلاقات المختلفة التي ترتبط بها أو تدخل فيها، والتغيرات التي تطرأ عليها نتيجة تفاعل ذلك الكائن العضوي الحسي مع باقي الكائنات الأخرى، وكذلك تفاعله مع البيئة التي تحيط به.3
والتراث الثقافي الصحراوي ومما لا شك فيه أن يتصل بالتراث الشعبي المغربي، إذ أنه يعطي للثقافة الصحراوية خاصية التنوع والغزارة والخصب، وهو حيز ما زال بكرا على الرغم من غناه، ويتمثل في العادات والتقاليد المرتبطة بمظاهر الحياة ومناسباتها المختلفة وهي تعكس ترسبات حضارية وثقافية متجدرة عبر عصور التاريخ.4
يعتقد الكثير من الدارسين أن الاحتفال أصله واحد، فقد كانت الاحتفالات الديثرامبية جزء لا يتجزء من الطقوس والعبادات التي تخصص للإله” ديونيزوس” ” فهي عبارة عن رقص وغناء وإنشاد يتخللها عزف ونواح وصخب”5. ولعل كتاب فن الشعر” لأرسطو يشكل أقدم وثيقة تشير إلى طبيعة الاحتفالات وإلى الأصول الممكنة لها. فما هو الاحتفال؟ وما وظيفته؟ وما هي مداراته؟
يعتبر الاحتفال ظاهرة لها أصول اجتماعية فهي حسب تعبير عبد الكريم برشيد ” تظاهرة حسية تعبر من خلالها الحياة عن وجودها واستمراريتها وتجددها – وهي بذلك – تظاهرة محركها الأساسي هو الإنسان الحي، هذا الإنسان الذي يعقل الأشياء ويحسها ويغضب ويقلق ويحزن، والذي يترجم هذه الأحاسيس اللامرئية إلى فعل حسي متطور، وهو رقص حينا، أو غناء، أو تمثيل، أو نحث، أو عزف، أو جنازة، أو عرس، أو مظاهرة. وبهذا كان الاحتفال مرتبطا بحقيقتين، الحياة والإنسان وهما في حالات الفعل لا في حالات الثبات والسكون”.6
مما سبق يمكن الخلوص إلى فكرة مؤداها أن أصل الاحتفال مرتبط بالحياة والإنسان فلا يمكن أن نتصور احتفالات بدونهما.
إن النزوع إلى الاحتفال يعتبر شكلا طبيعيا وميسما وسم حياة الإنسان في علاقته بالطبيعة، فلا يمكن أن نتصور وجودا للإنسان إلا بامتلاكه لجسد قادر على خلق مجموعة من السلوكات الطبيعية يعبر عنها بلغة تفصح عما يختمر بداخله، فمقولتا الزمان والمكان مرتبطتان أشد الارتباط بوجوده وبالاحتفال، ينتج عن هذا الاحتفال تحقيق ما يسمى بالفرجة التي تنتج حينما تفك ” مغالق الإنسان التي ينقلها إلى عالم الظهور لتنكشف في لوحة أدائها اشتغال الجسد، كما توازيها أدوات طقسية وموسيقية ودينية، فالاشتغال على الجسد يعني صناعة الفرجة” 7
ويعتبر الرقص من أقدم الفنون التعبيرية. بل أعرق الأشكال التعبيرية التي مارسها الإنسان منذ نشأته… فهو يأتي في طليعة الفنون الأدائية التي ميزت الحضارات الإنسانية عبر التاريخ و أكثرها حركة و دينامية، إلى جانب كونه و سيلة من وسائل التنفيس و التعبير الفردي و الجماعي…8
ورقصة الكدرة شكل فني يلبي حاجة الجماعة إلى السمر و السهر في جو يعمه صوت الكدرة الذي يخترق سكون الصحراء و ليلها الموحش الدامس.
ورقصة “الكدرة” هي جزء من التراث الحساني الذي يعتز به و يتقنه الكبار و الصغار، فهم يطربون لما تنطوي عليه هذه الرقصة من دلالات و أبعاد، وما تجسده في و جدانهم من صفات أصيلة صيغت في قالب خاص، و صيغت في نوع من التعبير الإيقاعي و الحركي، و الإشارات التي لكل واحدة منها معنى.
نشأت رقصة الكدرة أولا في منطقة واد نون لتنتشر عبر مناطق الصحراء، وهي نتاج البيئة البدوية التي انعكست في الإيقاع والحركة، فتركت بصماتها بقوة، بما يناسب الحياة في الصحراء. وهي تعتمد بالأساس “خطاب الجسد موضوع الإيماءة و مركز الرؤية و مصدر الحركة في أهم تمفصلاته و تمظهراته ضمن سياقات كوريغرافية كثيرة و متنوعة يتكامل فيها الديني و الجمالي و الميتافيزيقي الأسطوري… بل و تقوم على سيمائية الرقص الفردي داخل حوار جماعي يعج بالكلمة و النغمة و الحركة و القول الشعري…”9

وأصل تسمية الرقصة يعود إلى ذلك ” الإناء الذي يتم استخدامه كأداة موسيقية وحيدة في الرقصة، وهو عبارة عن جرة أو قلة من الطين يتم تحكيم فوهتها بقطعة من الجلد من أجل تكثيف الهواء داخلها. وبناء على قانون خاص يتم الضرب على قطعة الجلد هاته بواسطة قظيبين من غصن شجرة يحدث على إثره إيقاع موسيقي يميز الرقصة وتسايره عملية التصفيق المستمر”.
وللإشارة فإن القدر قبل استعماله كآلة موسيقية في الرقصة لا بد أن يحاط بمراسيم قداسية، بحيث إن عملية ربط  قطعة الجلد على فوهة الإناء، تتم داخل إطار شعائري ، يكمن في إنشاد كلمات ذات بعد ديني   ( حجب، حجب بالحجاب …) وهو ما يعني دخول الإناء إلى مجال المقدس، ويتم إنشاد هذه الكلمات بموازاة ربط قطعة الجلد على الإناء.
يتجلى ( الحجاب) أو التميمة بالنسبة ” للكدرة”، في صيغة أكثر وضوحا، وهي أن إناء الكدرة عندما يراد ربط فوهته بالجلد وتحويله إلى أداة موسيقية، آنذاك يتم وضـــع( سبع أحجار)، أي سبعة حصي صغيرة بداخله، وهذه الحصي يتم تبليلها بريق أجود الممارسين، وذلك تيمنا بهم وبالموهبة التي يمتلكونها. 10

ترتبط رقصة الكدرة بالجماعة واحتفالاتها ونشاطها وتفاعلها وتأثير بيئتها.
تبدأ رقصة الكدرة، بأن تشكل مجموعة من الرجال حلقة دائرية مغلقة، ويتوسط هذه الحلقة رجل آخر يسمى ” النكار” مهمته الضرب على الكدرة بواسطة القضيبين المذكورين ( لمغازل ) حتى يتم إحداث الإيقاع المطلوب، كما أن دوره أيضا يكمن في توجيه الممارسين، وإثارة انتباههم إلى الخلل الذي يقع في عملية الإنشاد، إضافة إلى كونه هو الذي يبادر بعملية إرسال (الحمايات).
تتكون رقصة الكدرة من عدة جولات كل جولة تختلف عن الأخرى ويحدد هذا الاختلاف إيقاع الضرب والتصفيق الذي يحدثه أفراد المجموعة. ينشــد (النكار)   (الحماية) مفتتحا الجولة حيث تنقسم المجموعة إلى قسمين قسم ينشد الشطر الأول من الحماية والقسم الثاني ينشد البقية:


المهر من جابــو                 جابوه الصيــــادا
يوكاي يايا وكاي                 وجداي رايح لمو 11

·        
بعدها تدخل ( الركاصة) إلى الحلقة لتأخذ لها موقعا أمام ( النكار) ترتدي زيها الصحراوي الأصيل خافضة رأسها وهي ترقص في عملية طواف داخل الحلقة اعتمادا على ركبتيها ، ” يشتغل الجسد في رقصة الكدرة، كلغة و تعبير عن شعور داخلي تجسده
الراقصة في إيماءاتها و حركاتها، و ذلك عبر لغة جسدية تمر عبر حركات الأيادي و الأصابع الخاضعة للإيقاع”.
وبالمقابل نجد (النكار) يتململ بهدوء رفقة آلته الموسيقية ليبقى مقابلا للراقصة. أما باقي أفراد المجموعة فهم يمارسون الرقصة في هيئة جثو على الركبتين ويتحركون أحيانا في أماكنهم وهم يتدافعون بالكتفين يمينا ويسارا استجابة لحركات الراقصة ويرددون:


” واويل النكـــــار                  إلى جات فطيمة لغزال
وهذ الزين لجانـا                  جا من دوار حدانـــــــا”


و(النكار) هو المتحكم في إيقاع الرقصة حيث أن بداية الرقصة تتميز بالهدوء في الإيقاع ونجد الراقصة تتفنن في تحريك أصابع يديها وظفائرها تارة في اتجاه ( النكار) وتارة أخرى في اتجاه أفراد المجموعة الذين يتفاعلون معها في جو تحدوه التلقائية وروح الإبداع وهم يرددون:


والنكرة زينـــــــة                   ألا ركصي يا سكينــة
ولا مشي وتعالي                    يخلي لك بوك الغالــي


بعد اللازمة (هوتش) يعمد( النكار) إلى تغيير الإيقاع وبالتالي الإعلان عن بداية جولة جديدة حيث تستجيب ( الركاصة ) وباقي أفراد المجموعة وتتميز هذه الجولة بالسرعة في الإيقاع والقصر في (الحمايات).

” – ألابونا الابونا                     ألامسك الصابونة
– هز كرنـــــك                     لا يـــــــــدرس “12


تقوم الراقصة بحركات متنوعة و فقا لموسيقى الكدرة.. و تشجيعا لها يقوم أبناء عمومتها و المعجبون بها بوضع الخناجر و المجوهرات و الحلي التزيينية على عنقها ، و تجري العادة في رقصة الكدرة أن تتم ( العلاكة) أثناء الرقص، و هي أن يبادر أحد المعجبين بالراقصة إلى وضع النقود حول عنقها أو في ظفائرها كدليل رمزي على رغبته في التعلق بها، أو الزواج منها. و تتحول رقصة الكدرة من مجرد رقصة شعبية إلى مناسبة إحتفالية تساهم في تفعيل مؤسسة الزواج.
و للإشارة فإن معدل الجولة الواحدة في رقصة الكدرة هو إنشاد ثلاث (حمايات) قد تطول و قد تقصر حسب نفس “الركاصة” و قدرتها على الرقص. و تختلف موضوعات كل (حماية) حيث تحمل في  طياتها أكثر من دلالة و معنى. و تختم الجولة دائما باللازمة. “هوتش” التي تتحول بفضل السرعة إلى  تهو هي  (هو … هو …)
هكذا إذن فرقصة ” الكدرة” هي نتاج البيئة البدوية الحسانية صيغت في قالب يناسب الحياة في الصحراء و هي ترتبط بالجماعة في نشاطها و احتفالاتها و في جو تحدوه التلقائية، العفوية، و روح الإبداع، و لغة متعددة الدلالات و المعاني و خطاب جسدي مرئي يقول ما لايمكن أن ينطق به اللسان. وهو لغة معبرة تتكلمها كل أعضاء الجسد …   


الإحالات:

1 –  علي عقلة عرسان – الظواهر المسرحية عند العرب – الطبعة الثالثة .
2-   المرجع نفسه ص: 29.
3   –  الدكتور أحمد أبو زيد ” التراث الشعبي ترجمة إثنوغرافية ذاتية للمجتمع” – مجلة التراث الشعبي       ( العراق) العدد   الفصلين الأول – شتاء 1987 ص 117 – 118.
4  –  الدكتور عباس الجراري ” ثقافة الصحراء” دار الثقافة 1978 ص: 32.
5 –  عز الدين بونيث ” الشخصية في المسرح المغربي بنيات وتجليات” جامعة ابن زهر منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية باكادير سلسلة الأطروحات والرسائل : 2. ص: 74 – 75.
6 –   عبد الكريم برشيد ” المسرح الاحتفالي” الطبعة الأولى 1989 – 1990 الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان ص: 90 – 91 .
7  – سعيد الناجي ” صناعة الفرجة في احتفال سلطان الطلبة ” مجلة فكر ونقد السنة الثانية العدد 15 يناير 1999 ص: 79- 80 .
8 –  سعيد الناجي ” صناعة الفرجة في احتفال سلطان الطلبة” مجلة فكر و نقد السنة الثانية العدد 15-1999 ص 79/80
9  –  إبراهيم الحيسن رقصة الكدرة ص 13
10 — محمد الجوماني: “بعض سمات  المقدس في رقصة الكدرة”، المناهل العدد 58 السنة 23 ذو القعدة 1418 مارس 1998 ص 427- 428.
11  -(حوار) – تيسينت محمد بمهرجان الطانطان وهو رئيس فرقة للكدرة بكليميم.
12- (حوار) – مولاي علي ولد احمد – أسا-.
– (حوار) – سكينة بنت بوسباكة – كليميم –
– (حوار) ذ بوزنكاط محمد من ساكنة  – أسا-

http://up.4non.info/uploads/images/4non79a6a10053.jpg

 

 

طــــــــــــــــــــرح تساؤلات:

-لمادا المجتمع الصحراوي يمارس هده الظاهرة ؟

-ماهي مكونات هده الظاهرة ؟

-مادا نعني برقصة الكدرة ؟

-مادا نعني باللازمة؟

-لماذا ترتبط رقصة الكدرة ؟

-مااصل تسمية الرقصة ؟

-مادا نعني بنكار ؟

-ماهي الحركات التي تقوم بها الراقصة ؟

-متى ظهرت هذه اللعبة ؟

 

عنــــــــــــاصـــــــر هــــــــــذه اللعبة (الكـــــــدرة):

–          يوجد هناك مجموعة من الرجال  والنساء يشكلون دائرة

–          النكار

–          الراقصة (المعلمة او الخادم )

 

مكــــــــــــونـــــــــات رقــــــصة الكـــــــــــــــــــــدرة :  

-الكارة على شكل دائرة يمثلها المجموعة

-جولات كل جولة تختلف عن الاخرى

– تنقسم المجموعة الى قسمين : قسم ينشد الشطر الاول من الحماية والقسم الثاني ينشد الباقية

-اناء الكدرة يتكون من قطعة جلد على الاناء

-الحمايات

-الازمة

 

-يعتبر الرقص من اقدم الفنون التعبيرية التي مارسها الانسان وتكون اما جماعية او فردية , ورقصة الكدرة هي جزء من التراث الحساني الذي يعتز به الصغير والكبير فهم يطربون لما تنطوي عليه من هذه الرقصة من دلالات وابعاد ويمكن القول ان رقصة الكدرة نشات اولا في منطقة واد نون لتنتشر عبر مناطق الصحراء , حيث تركت بصماتها بقوة بما يناسب الحياة في الصحراء وترتبط رقصة الكدرة بالجماعة بان تشكل مجموعة من الرجال حلقة دائرية مغلقة ,ويتوسط هده

الحلقة رجل اخر يسمى النكار , كما ان لها عدة جولالات كل جولة تختلف عن الاخرى وان معدل الجولة الواحدة في رقصة الكدرة هو انشاد ثلاث حمايات وتختم كل جولة دائما بالازمة (اهوتش), ومايسمى بالازمة يعمد النكار الى تغير الايقاع للاعلان عن بداية الجولة الجديدة , وتتميز هذه الجولة بسرعة في الايقاع والقصر وتقوم الراقصة بحركة متنوعة وفقا لموسيقى الكدرة ويقوم المعجبون بها بوضع المجوهرات والحلي تزينية على عنقها ووضع النقود حول عنقها كدليل

رمزي  على رغبته في التعلق بها او الزواج منها .

خاتمـــــــــــــة:

رقصة الكدرة هي نتاج البيئة البدوية الحسانية صيغت في قالب يناسب الحياة الصحراء وهي ترتبط بالجماعة في نشاطها واحتفالتها وفي جو تحدوه التلقائية العفوية وروح الابداع ولغة متعددة الدلالات والمعاني ,خاطب جسدي مرئي يقول ما لا يمكن ان ينطق به اللسان وهو لغة معبرة تتكلمها كل اعضاء الجسد , فالكدرة تعتبر من اهم الظواهر التراثية التي عرفها المجتمع الصحراوي  و لقد حاول الصحراويون تكسير فحولة الصحراء بملئ أوقاتهم بأشياء كثيرة، تلعب الفنون الشعبية الدور الأساسي فيها. لأنه كان أكثر التصاقا بتجارب الناس اليومية وأكثر تعبيرا عن دواخلهم وأحاسيسهم، إلا أن السؤال يبقى مطروحا حول أصل ظاهرتي الكدرة ومعروف لعبيد؟ لما كل تلك الطقوس التي تتبع خلالها؟ لما هما مقدسين؟ ومن اخترعهما؟… بالرغم من كثرة التساؤلات حول هاتين الظاهرتين، إلا أن الإجابة للأسف غير موجودة. بحيث أصبحت هاتان الظاهرتان من المسلمات في المجتمع الحساني تماما، كما هو الشأن بالنسبة للألعاب الشعبية في المجتمع الصحراوي التي تلفت الانتباه. بحيث يغلب عليها الطابع الهزلي والمرح، فيختلط فيها الجد بالمزاح فلا نكاد نجد أي ظاهرة اجتماعية إلا وخضعت إلى نوع من الضحك والمرح ولعل هذا يرجع لكون طبيعة الحياة في الصحراء قاسية وصعبة. تجعل هذا الانسان ينتهز فرصة اللعب لكي يروح عن نفسه وينسى متاعب يومه ولو لساعات قليلة، يتمتع فيها بجو من اللهو والمرح مع الأصدقاء والأقارب.

من إعداد الطالب: مبارك النصي     ENASSI MBARK                 

 تحت إشراف الدكتور  :      بصير             

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.