نماذج من الصناعة التقليدية بمدينة كلميم – RAFIQI Meriem

0 1٬622

artisanat-guelmim-1تقع مدينة كلميم في الجنوب المغربي و تسمى ببوابة الصحراء تتموقع في السطح الجنوبي للأطلس الصغير الغربي، وتقدر مساحتها ب28 كلم مربع وتحدها شمالا جماعة تكانت و شرقا فاصك و غربا جماعة لقصابي و جنوبا جماعة لبيار.و تزخر المدينة بموروث ثقافي متنوع نخصص الحديث في هذا الموضوع عن الصناعة التقليدية التي تعتبر تراثا تاريخيا للقبائل الرحل (قبائل الصحراء) يصعب تحديده إلا أن أنماط المنتجات و مسالك تسويقها تعرف في الوقت الراهن تحولات عميقة من جراء استقرار الرحل و تغيير السلوك الإستهلاكي،لكن رغم هذا التراجع فإن هذه المنتجات المحلية لازالت تعرف إقبالا ملحوضا خاصة من فئة الشيوخ و كذا من خلال حفاظ بعض الأسر على هذه الأدوات داخل بيوتها.
* أصرامة : وهي وسائد توضع بالخيمة يطلق عليها محليا أصرامة و تعطي منظرا خاص للخيمة بجمالية لونها واختلاف أشكالها حيث تأخذ المرأة الجلد و تفصله على شكل مستطيل أو مستدير يقال له “المرفك” فتبدأ بالخط بالقلم بنفس ألوان الصباغة ويتنوع “أصرمي” بين كبير وصغير فالأول يكون ” مهذب” أي (تتدلى منه أسلاك بنفس الحجم) و يكون مهذب من كل جهات، والثاني الصغير الحجم يقال له “حبلول” ويكون مهذب أحيانا وأحيانا أخرى بدون ذلك أما أصغر حجما من السابقين فهو “المرفك” وهو مستدير ويكون هو الأخر مهذب أحيانا وأحيانا أخرى بدون تهذاب.

* تاسفرة: هي عبارة عن حقيبة يحمل فيها الرجل أغراضه أثناء الترحال و تفصل وتصبغ بنفس الوان أصرامة وتزخرف “عراها” التي تحمل بواسطتها ويتم وضع خيوط متتالية واحد اصفر ثم اخضر و يقال لهذه العملية” تفلاك” التي تطبق على حواشي تاسفرة.
* جماميع: وهي قبظة توضع بها المفاتيح ويتم ظفرها وتهذيبها ثم صبغها بالألوان المعتادة الأحمر والأصفر ثم سماوي…
* الفرو: نفس طريقة تجهيز الجلد و صباغته المعروفة وهو عبارة عن فراش للخيمة يتم إحاطته”بسفيفة” أي شريط من الجلد إما أحمر أو أصفر حسب ذوق المعلم.
* تزياتن : قطعة جلد مدبوغة و مصبوغة ذات حجم كبير نوعا ما لوظيفتها في جمع وخزن كل أغراض المرأة سواء داخل الخيمة أو فوق جملها أثناء الترحال،و تخاط جيدا ثم توضع لها عروتان لتحمل بهم و تتم صباغتهم.
artisanat-guelmim-2* صناديق من العود: وهي علب مختلفة الأحجام تصنع من شجر الطلح وهو منتشر بكثرة في الصحراء وتختلف أحجام هذه الصناديق حسب الرغبة والحاجة اليها فهناك “الترة” وهي علبة صغيرة تحتفظ المرأة فيها بحليها وأدوات زينتها و تصنع من “الزعاف’ جذوع النخيل، و تغلق هذه العلب بجلد المصبوغ ومزخرف.

artisanat-guelmim-3* الراحلة: و هي إحدى مصنوعات اليدوية التي تصنع للرجال وتوضع فوق الجمل ككرسي يجلس فوقه أثناء تنقله ويلبس بالجلد المصبوغ مع زخرفة بسيطة ويكون غالبا عليه اللون الأصفر واللون الاسود الذي يسمى “عبادية”.

* الشكوة: هي ذلك الوعاء الجلدي المخصص لـ«نخيض» وتحضير اللبن، سواء كان لبن الإبل أو الماعز أو الغنم تساعدها في ذلك ثلاثة عيدان طويلة تسمى “الحمٌاره”
و”الشكوة” كباقي المنتوجات الجلدية اليدوية تختص المرأة في صناعتها، وتصنع من جلد شاة بكامله،وتستوجب عملية تهييئه دباغته باستعمال أعشاب مختلفة من أهمها أوراق شجر الجداري ،وتغلق وتفتح «الشكوة» بواسطة قفل يدوي جلدي سهل الاستعمال يوجد عند الرأس. ويصل طولها في المعتاد إلى مابين 60 و70 سنتمترا.
*الطبك: بمعنى الطبق مفرد أطباق، وهو من اللوازم والأواني الضرورية في الخيمة الصحراوية، ولا يستعمل «الطبك» فقط لتحضير بعض الأطعمة كالكسكس مثلا، ولكنه وسيلة كذلك لتقديم الوجبات عوض المائدة الخشبية.و«الطبك» كباقي المنتوجات اليدوية التي تصنع من مادة «السمار» وهي «سليكات» صفراء ومتينة خشبية الشكل تستخرجها النساء من ضفاف الأنهار والوديان. هذه المهنة أيضا هي من اختصاص المرأة، ولم يسبق للرجل أن زاولها إلا إذا كان ذلك من باب المساعدة الخفيفة للمرأة. ويصل طول «الطبك» في المعتاد إلى حولي 150 سنتمترا.
من هنا نلاحظ المرأة الصحراوية تفننت في صنع مختلف لوازم التي تخصها في حياتها اليومية وأبدعت في مصنوعات الجلدية كما أبدعت في المصنوعات النسيجية نذكر منها:
* زربية: عند أطراف زربية يتم نسج شكل كشكل لكَطيفة أي خطوط ملونة بألوان موحدة تبدأ بأحمر ثم مدادي أي بنفسجي ثم خط أحمر و يليه أصفر ثم أحمر وتتكرر العملية وتكون هذه الزخرفة من الجانبين أما الوسط أي “العقدة” فتتزخرف بزخارف تختلف من واحدة لأخرى حسب الذوق و ألوان لا تتغير فهي دائما نفسها: مدادي، أصفر، بنفسجي،أحمر، أخضر، أبيض، أسود، ويخفف اللون أو يغمق حسب طبخة الصباغة وكمية الصباغة الموضوعة، ويختلف قد أحجام الزرابي حسب الطول والعرض.
*لكَطيفة: تختلف “لكَطيفة” عن” الزربية” في اللون والزخرفة،فالزربية مختلفة الزخارف في حين لكَطيفة لونها كله أحمر باستثناء أطراف تكون ملونة.
تأخذ المرأة قدر ذراع من الجهة الأمامية والخلفية للكَطيفة وتلونه بألوان موحدة كتلك التي بأطراف الزربية خط مداد ثم واحد أحمر ثم أصفر ثم ميدادي … حتى تصل العقدة وهي وسط لكَطيفة ليصبغ كله بأحمر، وتختلف أذواق فهناك من يفضل الزرابي وهناك من يفضل لكَطايف “فأيتوسى” مثلا يحبون لكَطايف و يفضلونها عن الزرابي،وتراعى جودة هذا المنتوج انطلاقا من التأكد من مدى براعة الصانعة في إتقان النسيج،ونوعية الصباغة المستعملة وكذلك حسب الحجم وطول والعرض وتوضع أخيرا “سدى” من وبر الغنم على أطراف الزربية وحنا بل لكَطيفة، وكما ذكرنا سابقا فإذا كان هناك فرو يصنع من شعر الماعز فهناك آخر من صوف نعاج وخاصة خرفان.
* كفية الخيمة “أسوادر” : تستعمل “كفية” أو “أسوادر” كستائر تغطي مختلف جوانب الخيمة و يزخرف بنفس الألوان السابقة (لون الزربية) وعلى شكل خطوط متتالية.
خاتمة:
كانت هذه بعض منتوجات الصناعة التقليدية التي تعبر بشكل أو بآخر عن جانب من الموروث الثقافي الصحراوي ترجمه الصناع في ألوان بديعة وأشكال هندسية متناسقة تنم عن شخصية أثرت و تأثرت بمجتمعها ومحيطها البدوي الصحراوي.

من إنجاز الطالبة:
رفيقي مريم
RAFIQI Meriem

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.