قصبة أيت بن حدو بين إكراهات الماضي و رهانات المستقبل – Mohamed oukadou
قصبة أيت بن حدو بين إكراهات الماضي و رهانات المستقبل
“قصر آيت بن حدو”
الذي يقع بإقليم ورززات هو عبارة عن تجمع بنايات تقليدية شيدت من الطين ومحاطة بسور دفاعي مقوى بالأبراج، ويتميز بالبساطة والمتانة في وصف . ويعتبر هذا القصر ، بهندسته المتميزة ، نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب المغربي
وهو عبارة عن قلعة من الرمل مبنية وسط حقل تملأه أشجار اللوز.
وتبلغ مساحة القصر حوالي 1300 متر مربع،
وهو يطل على وادي أونيلا حيث يجري نهر صغير يعرف بالواد المالح.
ولقد شيد القصر خلال القرن الثامن عشر الميلادي في قرية أيت بنحدو ومنها اتخذ اسمه،
ولكن بعض الآثاريين يؤكدون أنه بني لأول مرة في عهد دولة المرابطين في القرن الحادي عشر الميلادي، إلا أنه تعرض للإهمال نتيجة لهجرة السكان المتواصلة.
من ناحية ثانية، يجري تصوير عدد من الأفلام السينمائية والوثائقية في أروقته القصر ومحيطه، وبالرغم من ذلك ما تزال المنطقة تفتقر إلى البنى التحتية الصالحة للضيافة والاستقبال.
تم تسجيل قصر آيت بن حدو سنة 1987 ضمن الثراث الإنساني العالمي،و صُورت به العديد من الأفلام، منها
Lawrence of Arabia (1962)
The Jewel of the Nile (1985)
Jesus of Nazareth (1977)
The Living Daylights (1987)
The Last Temptation of Christ (1988)
Kundun (1997
الموقع الجغرافي للقصبة
على بعد 30 كيلومترا من مدينة ورزازات في الجنوب الشرقي للمغرب…
على قمة هضبة جنوب سلسلة جبال الأطلس
السياق التاريخي للقصبة
تحيط بالقصر مطامر تعود للقرن الحادي عشر وتتكون القرية
من بضعة مساكن وقصور صغيرة ومسجد واصطبلات ويعتبر هذا القصر بهندسته
المتميزة نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب المغربي ولا زالت تحتفظ بخصائصها
المعمارية المغربية الصرفة وهي قصبة ذات خصائص فريدة من نوعها حيث تتخذ من
صخرة متكأ يحميها من عوادي الأعداء تعتبر نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب
المغربي وعلى بابين لمراقبة الداخل والخارج وتشكل مجموعة سكنية مندمجة
ومنغلقة في الوقت ذاته لأسباب أمنية دفاعية وأسباب اجتماعية واقتصادية
وتتوفر حصون قلاعية مسننة لا زالت تحتفظ بالكثير من خصائصها المعمارية
ولقد تم تحديث معالمها في عام 1977 خاصة لبعض المباني المتردية وخارجها
خصيصا لتصوير فيلم المسيح ابن الناصرة للمخرج فرانكو زيفيريلي
التصنيف
بالنظر لما يتميز به هذا القصر من جمالية معمارية استثنائية ، قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونسكو” منذ سنة 1987 إدراجه ضمن لائحة المواقع المصنفة ك”ثراث إنساني”، كما أقدمت السلطات المغربية المختصة على إدراجه ضمن لائحة المواقع الأثرية الوطنية، وهذا ما سيترتب عليه التقيد بعدد من القوانين والالتزامات التي تهدف إلى حماية المآثر التاريخية العمرانية من أية تشوهات. ويصف الباحث الأنثربولوجي الأستاذ محمد بوصالح قصر أيت بن حدو بكونه ” نموذجا بارزا لنمط من البناء الذي يمثل مرحلة أو مراحل هامة من التاريخ البشري … كما أن القصر يقدم نموذجا بارزا لتجمع
سكني بشري تقليدي، أو لأسلوب لاستخدام الأراضي أو لاستغلال البحار، حيث يعكس بذلك ثقافة أو ثقافات معينة، أو يمثل التفاعل بين الإنسان وبيئته، لاسيما عندما يصبح عرضة للإندثار بتأثير تحولات لا رجعة فيها
وظائف القصبة وأهميتها في جل المجالات
قصر ايت بن حدو: بنيان تتكامل فيه مقومات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والروحية وغيرها يتخذ قصر ايت بن حدو شكل تجمع سكاني ومعماري متراص ومحصن فوق هضبة مرتفعة، اختيرت لأسباب اقتصادية تتمثل في استغلال حوض الوادي الذي يمر مجراه بمحاذاة القصر إلى جانب الأراضي الزراعية المجاورة، كما وقع هذا الاختيار لأسباب أمنية كذلك، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن الولوج إلى القصر والخروج منه كان يتم عبر بوابتين وذلك قصد مراقبة التحركات حول محيط القصر. وبخصوص أهم مكونات القصر، والتي لازالت شاهدة على تكامل مقومات الحياة الضرورية داخل هذه الصنف من التجمعات السكنية البشرية، فهناك المسجد الذي تم تشييده وسط منازل القصر والذي يحتوي على بئر ومرافق للوضوء والصلاة، إضافة إلى مدرسة لتعليم القرآن، ثم هناك الساحة الجماعية التي تحتضن أفراح سكان القصر خلال المناسبات الدينية والعائلية. وتتخلل القصر أزقة ضيقة وملتوية تتواجد بها حاليا بعض محلات بيع الهدايا والأشياء القديمة التي يقبل السياح على شرائها. وفي أعلى الهضبة التي شيد عليها القصر يوجد “المخزن الجماعي” (إغرم ن إقدارن) الذي تحيط به بقايا سور تحصيني.أما خارج أسوار القصر فتوجد البيادر الجماعية التي تستخدم في عملية درس المحصول الزراعي من طرف ساكنة القصر. ويتكون المجال الخصوصي الموجود في ملكية السكان داخل القصر من منازل مبنية بالطين المدكوك. وتشير المصادر التاريخية إلى أن عدد الأسر التي كانت تقطن في هذه المنازل سنة 1940 يقارب 98 أسرة، ليتقلص هذا العدد إلى 9 أسر في الوقت الراهن. ويحد القصر من الجهة الشرقية وادي المالح، وبين القصر ومجرى الوادي هناك مجموعة من البقع الأرضية الزراعية التي تمارس فيها إلى حد الآن أنشطة فلاحية معاشية، كما تتخللها بعض الأشجار المثمرة التي تتأقلم مع مناخ المنطقة مثل اللوز والزيتون والنخيل المثمر. قصر ايت بن حدو: موقع يضرب بجذوره في عمق التاريخ تؤكد المعلومات المتوفرة لدى “مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بمناطق الأطلس والجنوب ” أن تاريخ قصر ايت بن حدو، حسب نص الترتيب على لائحة التراث العالمي، يعود إلى القرن 18 الميلادي. لكن الرواية الشفوية التي تعتبر أهم مصدر للمعلومات، في غياب النصوص المكتوبة، تشير إلى أن تاريخ القصر أقدم بكثير من ذلك، حيث أن المخزن الجماعي المتواجد في أعلى الهضبة التي شيد عليها القصر يعتبر اقدم بناية في الموقع ، ويعتقد أنها تعود إلى مرحلة ما قبل مجيء الإسلام. ويعتقد أن أمغار بن حدو الذي يحمل القصر اسمه كان يسكن المنطقة إبان فترة حكم الدولة المرابطية في القرن 11 الميلادي، حيث كان القصر يشكل محطة ضمن مسار القوافل التجارية التي كانت تربط بلاد السودان بمراكش، عبر وادي درعة و ممر تيزي ن تلوات. واستنادا للمصدر ذاته، فقد عرف قصر ايت بن حدو خلال القرن 19 مرور السلطان المولي الحسن الأول خلال “حركته” بين سنتي 1893 و 1894 وذلك في طريق عودته إلى مراكش عبر تلوات. وقد بقي القصر مأهولا بسكانه إلى ما بعد فترة الاستقلال حيث هاجر سكانه إلى الضفة الأخرى لمجرى وادي المالح، وظهر بالتالي تجمع سكاني حديث يحمل اسم “إيسيويد”. ` قصر أيت بن حدو: أهمية تاريخية متجددة، وموروث تراثي ذو قيمة كونية على الرغم مما تعرض له
خاتمة
وعلى الرغم من مختلف المجهودات المبذولة من أجل ترميم قصر ايت بن حدو وإعادة الاعتبار إليه، فإن أعمال الصيانة المستمرة تبقى ضرورة ملحة بالنظر للأضرار التي تخلفها الأمطار، إلى جانب الأعداد الهائلة من السياح الذين يتوافدون على القصر قصد الزيارة والذين يقدر عددهم سنويا بحوالي 130 ألف سائح وسائحة. ولأجل بلوغ هذه الغاية، فإن “مركز صيانة وتوظيف التراث المعماري بمناطق الأطلس والجنوب” تمكن بتعاون مع مجموعة من الشركاء من بلورة مخطط عملي للحفاظ على هذا الموروث المعماري الفريد من نوعه، وإعادة الإعتبار إليه وذلك من خلال خلق”جهاز تسيير وتتبع قصر ايت بن حدو” الذي سيتولى مهمة التتبع المستمر للقصر سواء على الصعيد المحلي(الجماعة، والعمالة،وجمعية السكان و…)، أو الوطني(وزارات الثقافة،والإسكان،والسياحة،والداخلية و…)،أو على الصعيد الدولي (اليونسكو، المجلس الدولي للآثار والمواقع…). ويبقى الهدف الأسمى من وراء كل هذه المبادرات هو انتشال هذا الموروث الإنساني من خطر الضياع الذي لا زال يتهدده، لاسيما وأن القيمة الحضارية لقصر أيت بن حدو متعددة التجليات حيث تتوزع بين ما هو معماري، واقتصادي واجتماعي، وروحي، وعلمي ، وبيئي. و تاريخي
من إعداد:محمد أوكدو
Mohamed oukadou
“قصر آيت بن حدو”
الذي يقع بإقليم ورززات هو عبارة عن تجمع بنايات تقليدية شيدت من الطين ومحاطة بسور دفاعي مقوى بالأبراج، ويتميز بالبساطة والمتانة في وصف . ويعتبر هذا القصر ، بهندسته المتميزة ، نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب المغربي
وهو عبارة عن قلعة من الرمل مبنية وسط حقل تملأه أشجار اللوز.
وتبلغ مساحة القصر حوالي 1300 متر مربع،
وهو يطل على وادي أونيلا حيث يجري نهر صغير يعرف بالواد المالح.
ولقد شيد القصر خلال القرن الثامن عشر الميلادي في قرية أيت بنحدو ومنها اتخذ اسمه،
ولكن بعض الآثاريين يؤكدون أنه بني لأول مرة في عهد دولة المرابطين في القرن الحادي عشر الميلادي، إلا أنه تعرض للإهمال نتيجة لهجرة السكان المتواصلة.
من ناحية ثانية، يجري تصوير عدد من الأفلام السينمائية والوثائقية في أروقته القصر ومحيطه، وبالرغم من ذلك ما تزال المنطقة تفتقر إلى البنى التحتية الصالحة للضيافة والاستقبال.
0631688705
asalam 3alaikom ahsantom al 3amal
nachkorokom 3la mossa3adatikom mn ajl lhossol 3la ma3lomat