الموقع
تقع منطقة تاغجيجت داخل نطاق الواحات بالمغرب, و التي تمتد جنوبا و شرقا على حدود المنطقة الصحراوية, و تنتمي إداريا إلى إقليم كلميم, و توجد على الطريق الرئيسية الرابطة بين أكادير و طاطا, و تمتد على مساحة 1385 كلم.
و تتميز الواحة بتنوع الأنشطة الثقافية والفنية الشعبية حيث تحتضن عدة تقاليد وعادات و ألوان فنية، منها ما يميزها لوحدها ومنها ما تشترك فيه مع القبائل الأخرى المجاورة لها.
الفنون الشعبية
1_ رقصة أحواش:
رقصة أحواش هي رقصة جماعية تشتمل على رقصات متناسقة في ما بينها وتنتظم على شكل للوحات منسجمة، وهذا النمط الموسيقي سائد في الجنوب المغربي و له دلالته التاريخية، وتمتد رقعة أحواش إلى منطقتين: الغربية والوسطى للأطلس الكبير خاصة إقليم مراكش وشرق إقليم أكادير وبعض مناطق جنوب تزنيت فبيزكارن ، إفران الأطلس الصغير، تغجيجت، و أداي لتنتهي إلى مناطق أمتضي و إقليم طاطا ونظرا لغياب المصادر المكتوبة و اقتصار الفن الأمازيغي على الجانب الشفهي يستعصى على الباحث تحديد تاريخ مضبوط لرقصة أحواش.
ورقصة أحواش معروفة في اقليم كلميم لدى القبائل الأمازيغية خاصة قبائل أيت براهيم ، وتطلق كلمة أحواش على الرقص الجماعي بجميع أشكاله:
أ)_ رقصة أحواش بالصف
يسمى باللغة المحلية “الدرست” وهو خاص بالرجال فقط، يجمع بين الحركة والنغمة حيث يصطف اللاعبون في صف واحد ويسمون ب “امحوشن” أو “امهضرن” في ساحة واسعة تسمى “أسايس” أو “أبراز”، أما اللباس فهو موحد ويتكون أساسا من جلباب أبيض، الرزة (العمامة)، إدوكان (البلغة) و الكميث (الخنجر)،ويتوسط الصف يدعى “أمسيس” أي رئيس الفرقة ويتولى توزيع الكلمات على يمين ويسار الصف، كما يقوم بتنسيق حركات اللاعبين أي “إمحوشن”. وتحاول المجموعة أداء الكلمات في انسجام وتناسق مما يعطي للوحة فنية رائعة سواء من ناحية الإيقاع أو من ناحية رقص اللاعبين و عند انتهاء المقطع الشعري أو “تمدياست” يقطع اللاعبين الصوت ويكتفون بأداء الحركات، في حين يتدخل أصحاب المزامير بألحانهم المناسبة لضربات الدفوف والطبل
ب)_ أحواش الحلقة
يأتي في مقابل الشكل الأول حيث يجلس اللاعبون في حلقة يتوسطها صاحب المزمار والناقوس والدفوف، والطبل وينشد أحدهم قطعة من بيت شعري وبتلفظها الباقون بالتناوب ويكررونها مدة من الوقت وبعده يقطع الإنشاد ثم يشرع صاحب الدف والمزمار والناقوس في عملهم في إيقاع موسيقي موحد، ويقوم على إثر ذلك شبان أو ثلاث بتوسط الحلقة ويقومون بتقديم عروض من الرقص ويسمى هذا الرقص “بالركز” وتقوم هذه الرقصة أساسا على تحريك الكتفين.
ج)_ أحواش نتيدي:
وهذا النوع من الرقص خاص بالنساء، حيث نجد صفين متقابلين من النساء يقومون بإنشاء قطع شعرية، وقد نصادف أيضا تدخل الرجال وينظمون وسط صفوف النساء و يتكلفون بالضرب على البنادير وعلى ألة “كانكا” وهاتين الألتين يعتبران عنصرا هاما في الرقص ويسمى هذا النوع بأحواش نتيدي ويتقينه المتقدمون في السن على وجه الخصوص.
2)_أحواش الناقوس:
وهذا الفن غالبا ما تتعطى له النساء بشكل جماعي عن طريق الغناء وارقص والتصفيق والزغاريد، ويعتمد هذا الرقص على آلة حديدية تدعى “الناقوس” إلى جانب الدفوف و “كانكا”.كما نجد الرجال يقومون أيضا ب “أحواش” الناقوس.
3) _ ترحالت أو الهرمة
و هذا الفن خاص بالرحال فقط، وهو أيضا يتم بشكل جماعي شبيه بفن الكدرة الصحراوية، ورقصة الهرمة هي عبارة عن صف من الشيوخ يتخلله بغض الشباب ويتوسط الصف شيخ مسن دو خبرة بالغة في اللغة أي بالكلمات والمقاطع الشعرية والأمثال العربية، وعلى غرار أحواش يتولى الشيخ افتتاح الهرمة بإنشاد قطعة شعرية عربية أو مثال أو واقعة تاريخية ثم يرددها المشاركون بالتوالي وهم ينقسمون إلى صفين أو شطرين متقابلين: شطر يمين من الشيخ، وشطر أخر يساره. والجميع يعمل على تحريك الأرجل بشكل منتظم ومنسق وتختتم بتصعيد الصوت، وتشديد الركزات بالأرجل وهذه الرقصة فريدة من نوعها حيث تعتمد فقط على الأرجل دون أي استعمال للآلة.
4)_ إسمكان:
يعتبر من الفنون المحلية الأصيلة ويمتهن هذا الفن من قبل فئات إسمكان أي العبيد، ويقابل هذا الفن فن “الكناوة” بالصويرة ويعتمد هذا الفن على آلة حديدية تسمى”تقرقباتين”بالإضافة إلى كانكا الذي يرمز للحنين والإخاء من خلال إيقاعاته الهادفة، التي أفرزها الواقع المادي الملموس انطلاقا من الحيف و الاضطهاد الممارس على هذه الطبقة حيث الحلم بمجتمع تسود فيه المساواة.
وهذا الفن هو تعبير عن معاناة فئة العبيد لكن هذا الفن بدأ ينقرض بفعل تخلي السكان عنه خاصة بعد ة فاة رئيس إسمكان الملقب “بدا براهيم” الذي كان يهتم بممارسة هذا الفن كما نجد هذا الفن بمنطقة “أقا” خاصة “تيزونين” الذي عرف بها ازدهارا كبيرا.
حسناء زركي
Hasna zergui