شجرة الأركان إرث الأجداد وعراقة الأرض – Agourram Khalid

0 1٬630

شجرة الأركان إرث الأجداد وعراقة الأرض

arbre-d'argane-1شجر الأركان
يعتبر شجر الأركان ، شجر نادر للغاية .فهو يقع في جنوب المغرب بصفة عامة ، وفي المنطقة التي انتمي إليها” توفلعزت” التي تقع بعمالة تارودانت الكبرى بصفة خاصة.
فشجر الأركان ينتمي إلى الحقل الطبيعي وهو من النباتات الطبيعية ، التي تنمو ببلادنا من دون غيره من بلدان العالم .ويغطي هذا الشجر مساحة جغرافية فريدة في الجنوب تقدر ب 800 آلف هكتار ، بجهة سوس ماسة درعة ، وتحظى جماعة ” توفلعزت” بحوالي 4 % من شجر الأركان .فيما يصل عدد أشجاره إجمالاً إلى 21 مليون شجرة بالمغرب.
ويسمى هذا الشجر” شجر الحياة” أما ثماره بمثابة الذهب بالنسبة لساكنة المنطقة ، فهو المورد الرئيسي للعائلات ومصدر عيش غالبية الساكنة .أما زيت الأركان فهو من أندر الزيوت في العالم ، إذ يحتوي عدة خصائص غذائية وتجميلية ، وهو أيضا زيت بيولوجي وطبيعي وفوائد شجر الأركان كثيرة نذكر منها:
– تحمي هذه الشجرة التربة من الانجراف وتحارب ظاهرة التصحر كما أنها تساهم في خصوبة الأرض
– تشكل أوراقها غذاء دائم للمعز.
يستعمل خشبها لتدفئة وتشييد السقوف والأبواب وبعض الأدوات الأخرى البسيطة –
– كما أن زيت الأركان صالح للأكل وغني بالفيتامينات ويحضر عند جميع الوجبات الغذائية الرئيسية في اليوم لساكنة المنطقة
وقد حصل زيت شجر الأركان على شهادة “الترميز الوطنية” ، إضافة أنه ثروة طبيعية. تاريخية مصنفة من قبل “منظمة اليونسكو” وإرثا طبيعياً عالمياً منذ سنة 1990 ميلادية
وإذا انتقلنا إلى طقوس جني وجمع الثمرات ، أو موسم الحصاد وهو من اختصاص النساء في منطقة توفلعزت. فتستيقظن النساء في الصباح الباكر ، قبل بزوغ أشعة الشمس الحارة فيعملن حتى تشتد الحرارة ، وغالبا ما يتناولن وجبات الفطور في الغابة ويتم جني الثمرات.
arbre-d'argane-2الفياش
وأثناء جمع هذه الثمرات فلا تخلوا من المخاطر مثل وجود أفاعي سامة أو العقارب لذلك فان النساء ينتبهن لهذه الأمور. فتحمل هذه الثمار أو ما يطلق عليه باللغة الأمازيغية “الفياش” على ظهر الحمير إلى القرية.
وتعمل النساء جميعهن في العملية بعد أن تزيل تلك القشور من الثمار للحصول على هذا الشكل:

arbre-d'argane-3ثمار الأركان
وبعد ذالك يتم فتح البذور القاسية بمساعدة الحجارة في أغلب الأحيان ، ويجب الانتباه لكي لا تؤذي البذور.
وبعد ذلك يتم تحميص البذور على النار، وتعتمد النساء على خبرتهم لإشعال النار إذ يتم استخدام الحطب إلى جانب بقايا القشور المكسورة.
وفي النهاية توضع البذور المحمصة في الصحون البدوي أو”الرحى”.

arbre-d'argane-4الرحى
ويتطلب ذلك الكثير من القوة من طرف النساء ويتم ذلك بالتناوب بينهن حسب قوة كل واحدة، ويمكن للمرأة الواحدة أن تقوم بالعملية لوحدها.
ويتطلب الأمر ساعات عدة قبل أن تبدأ الزيت بالانسياب . إذ يجب تكرار خلط وتنظيف البذور بالماء حتى تصبح على شكل عجين :

arbre-d'argane-5وبالتالي يتم استخلاص زيت الأركان:

arbre-d'argane-6زيت الأركان بعد استخلاصه
وكخطوة أخيرة يتم استخراج بقايا العجينة التي تستعمل كعلف للماشية.

arbre-d'argane-7وأثناء هذه العملية بأكملها، فإن النساء يقمن بالغناء لنسيان هذا العمل المرهق، لكنه يبقى المورد الرئيسي لهن. لكن طريقة الجني لا تزال بدائية في منطقة” توفلعزت” ولا تستفيد المنطقة من أي دعم من طرف الدولة للحفاظ على هذا الإرث الغبوي للإنسانية.
خلاصة القول أن شجرة الأركان بمنطقة “توفلعزت” تبقى بمثابة ألمجال الحيوي لهذه الساكنة البسيطة، ويجب الحفاظ عليه وشجرة الأركان تغنى بها مجموعة من الشعراء الأمازيغ وتفاخروا بها.
إذاً فمن خلال دراستي السوسيولوجية والأنتروبولوجية لشجرة الأركان، تبين أنه تراث ثقافي وحضاري وبيئي ووطني وإنساني ورمز الأصالة والتشبث بالأصل والصبر والصمود.

من إنجاز الطالب : خالد أكرام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.