يسألونك عن الساعة

1 394

عبد الرحمان أيت قاسي . فاعل جمعوي بالمنطقة .
عبد الرحمان أيت قاسي . فاعل جمعوي بزاكورة .

من منا لا يسأل عن الوقت أو الساعة ؟ لكن وجه الغرابة ليس في السؤال , بل في الجواب , ففي مغربنا الحبيب متشبثون بكل ما هو قديم , بما في ذالك الساعة , فبمجرد أن تسأل عن الوقت أو الساعة إلا كان الجواب { جديدة ولا قديمة } بل منهم من يذهب أكثر من ذالك , ويصل به الأمر إلى حدود التعصب لساعته القديمة , لكن موضوع الساعة ما هو إلا مدخل للموضوع , ففي بلدنا الحبيب , هناك من الناس , من لا قدرة لديهم على إقناع الناس بمسايرة ساعتهم التي أبدعوا في الزيادة والنقصان فيها , فكيف لهؤلاء أن يقنعوا الناس بالتجرد من هويتهم و ثقافتهم الضاربة في القدم كما التاريخ , ويقزموا عقولهم , ويستغلوا طيبوبتهم , ويتكرموا عليهم ببعض السخافات ممن يطلق عليها { الحضارة } وكأننا جيء بنا من كوكب المريخ , ولا نعرف شيءا عن الحضارة ,لا أعتقد أن المجتمع المغربي سادج إلى هذه الدرجة التي يتصورها هؤلاء الغوغائيون , بل هو مجتمع متشبث بثقافته وأعرافه , ولا ولن ينسلخ من ثقافته العريقة , المستمدة من الدين الإسلامي السمح , مهما كلفه ذالك من ثمن , فتبا لهم , ولحضارتهم الدنيئة .

لهؤلاء أقول كيف لمن يتشبث بساعته القديمة , ويذهب إلى حد التعصب , ولاقدرة لكم على إقناعه بمسايرة ساعتكم { الجديدة }, كيف يعقل أن تقنعوه أن يتنازل عن مبادئه وثقافته وهويته , بهذه السهولة التي تتصورونها , أيها { المتحضرون } إنكم مخطئون , و مخطيء معكم من يعتقد أن المغاربة مجرد قطيع من الأغنام يسهل قيادته بسهولة إلى أي وجهة , لكن المجتمع المغربي بطبعه مجتمع مسالم , فسماحة المغاربة هي من تركت الأبواب مفتوحة أمام هذه الأبواق , التي لا تليق إلا للإستعمال في الأسواق , لبيع الدواء المضاد للصراصير والحشرات , ولا يستمع إليها إلا القليل النزر من الإماعات و ضعاف النفوس , ممن لا قدرة لديهم على التمييز , بين الحق والباطل .

إعلموا أيها المتعجرفون , أن المغاربة شعب يعتز ويتشبث بكل ما هو أصيل , ومنفتح على الكون كله بحكمة وتبصر , دون المساس بهويته ومقدساته وثوابته , وقد علمنا الربيع العربي كيف تختار الشعوب من يحكمها , إن هي توفرت لها الظروف والأجواء المناسبة لذالك , وأتيحت لها الفرصة للتعبيرعن أرائها بشكل نزيه .

فشكرا أيها البوعزيزي , فقد كنت السبب في التقليل ولو مرحليا من ضجيج هذه الأبواق حتى إشعار أخر , وشكرا لأمريكا عن تكفيرها عن ذنوبها , واستيقاظها من سباتها العميق وتحررها من الإبتزاز الذي يمارس عليها , من طرف الطغاة تحت مسميات عدة , لتبرير قمع الشعوب , وشكرا للطائرة بدون طيار , التي استطاعت أن تحرر أمريكا من من ابتزاز الطغاة , وتحرر الشعوب من قمع الحفاة العراة , وشكرا لكل أحرار العالم , ولا أعتقد بأن الشعوب قد تلدغ ثانية من نفس الجحور بعد اليوم , فحداري فعاقرب الساعة أصبحت تسير في الإتجاه المعاكس .

تعليق 1
  1. اسماعيل عبد الرفيع يقول

    بعد السلام تحية أدبية للكاتب أيت قاسي اطلعت على مقالتك هذه المعنونة بـ: يسألونك عن الساعة، والتي حاولت من خلالها الدفاع عن الهوية والثقافة المغربية المتجدرة في التاريخ، حيث اتخذت من الساعة الجديدة / القديمة، مثالا حيا لتشبث المغربي بهويته وأصالته وثقافته رغم كيد الكائدين، ومحاولات العلمانيين الفاشلة لتمزيق هذه الهوية وتجديدها على اعتبار أنها رجعية – على حد زعمهم -، وهذا شيء جميل، لكن ما لم يعجبني هو الطريقة العنيفة التي خاطبت بها أولئك التقدميين، كيفما كان الحال يجب أن نعترف أنهم أيا مغاربة يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها كل مغربي، لذا كان من الأحسن لو دافعت عن فكرتك، وفي المقابل تبدي احتراما للرأي الآخر، فالاخالاف من سنن الحياة، وأرجو ألا يغيب عن خلدك دائما أبدا أن السلوك والتصرف قد يؤثر في الآخر أكثر مما تؤثر الأفكار على صحتها، فلا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة في هذا الوجود… التمس لأولئك العذر، فربما قد غرر بهم أو تأثروا بالفكر الغربي وما إلى ذلك، لكنهم في الأخير مغاربة نحتاج إليهم ويحتاجون إلينا لبناء مغرب الغد، أجدد شكري لكم ولغيرتكم على هويتكم الوطنية…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.