أكذوبة تخلف الشعوب الخليجية وتفوق المغاربة… قطر أنموذجا
الحكام في منطقتنا المشرقية لا يغادرون السلطة إلا في حالات ثلاث: حين يتوفاهم الله، أو في انقلاب عسكري أو حين تثور الشعوب ضدهم، ولهذا فقد شكل تنازل أمير قطر عن السلطة بمحض إرادته ونقلها لابنه تميم مفاجأة كبيرة على اعتبارها سابقة في تاريخ المنطقة في العصر الحالي تحسب على أمير قطر نربطها نحن بالصورة النمطية التي لصقت بالإنسان الخليجي على أساس انه إنسان كسول و”مكلخ” بتعبير العامية المغربية ونحن الشعوب المغاربية هم الأذكياء و”الواعرين” (أكذوبة المغرب أذكى شعب في العالم) هي أكبر مؤامرة ومغالطة على شعوب دول شمال إفريقيا.
نحن الشعوب المغاربية نعتقد بأن شعوب الخليج ما هي إلا تجمع لعقليات قديمة لا تعرف إلا لذة ومتاع الدنيا من سفريات ومتاع وتعدد الزوجات والأموال البترولية التي تصرف في حفلات وسهرات ماجنة في المغرب وفي لبنان وفي اليونان، الإنسان الخليجي في نضر الإنسان المغاربي هو ذلك الرجل الذي يضع صفرا فوق رأسه وهو كسول ونعيمه فقط في أن السماء تمطر عليه ذهبا وفضة، وهو الرجل الذي يطلق لحى طويلة ويعفي شاربه وضد سياقه المرأة للسيارة، وهو الذي لا ينظر إلى المرأة إلا من زاوية اللذة والجنس، هذا كل ما يشاع وهو نفسه الصورة النمطية التي يرسمها الإعلام المغاربي الرسمي وحتى غير الرسمي كلما أتيحت له الفرصة في ذلك.
إن الحقائق التي تبصرها العين ويدركها العقل هي عكس ذلك تماما، إن ما وصلت إلية الدول الخليجية في الوقت الحالي اقتصاديا وتجاريا وعلميا هو أكبر دليل على زيف تصوراتنا في هذا الموضوع، الجامعات السعودية والقطرية والإماراتية تصنف الأولى إقليميا، وهي من الأوائل عالميا من حيت الابتكار والجودة، فدولة قطر مثلا أصبحت قوة اقتصادية صاعدة بعد التصنيف الأخير لــمؤسسة ” إم إس سي آي” ،فقد رفعت مؤشرات تصنيف أسواق قطر والإمارات إلى رتبة الأسواق الصاعدة من الأسواق الناشئة ، فهي تملك 7.1% من مصرف “باركليز” البريطاني و20% من بورصة لندن ، وحصة تبلغ (300 مليون يورو) من مصرف “سبانيش بنك” الإسباني، وفي الولايات المتحدة تملك قطر حصصاً في صناديق استثمارات وشركات إنتاج سيارات كـ”جنرل موتورز” وشركة إنتاج سنيمائية كــ استوديوهات “ميراماكس” التابعة لــ”ديزني” التي اشترتها قطر مؤخرا.
وقطر هي التي اشترت مؤخرا 5% من بنك “سانتاندر” البرازيلي، وهو أكبر مؤسسة مالية في أمريكا اللاتينية، أيضا استثمرت أكثر من مليار دولار في إندونيسيا، وحسب تقرير بصحيفة لموند الفرنسية فقطر تعتبر أول مشترٍ في سوق التحف في العالم، كما اشترت أطول ناطحة سحاب في لندن وأوروبا، وهي طور الإنشاء حالياً، وقالت الصحيفة إن أصول “هيئة الاستثمارات القطرية” منتشرة حول العالم، والتي يصل حجمها إلى 60 مليار يورو موجودة في أكثر من 39 بلداً حول العالم.
قطر تمتلك معامل ذهب وفضة في اليونان، قطر تمتلك صناديق سيادية كبرى مع كبريات الاقتصاديات العالمية، قطر هي الدولة الشرق أوسطية التي يستنجد بها العرب والعجم في كل مرة تتهالك اقتصادياتها، قطر هي التي استثمرت في الإعلام والرياضة وفي قطاع العقارات وساعدت الاقتصاد اليوناني والفرنسي على التعافي وساعدت في اندماج ثاني وثالث أكبر مصرفين يونانيين، حيت تم تأسيس أكبر مصرف خاص في اليونان ومنطقة البلقان تبلغ قيمة موجوداته 146 مليار يورو ويملك أكثر من 1300 فرع في ثماني دول في جنوب شرق أوروبا، كما لها حصص في شركات مهمة جداً في فرنسا كـ”سوياز” و”فانسي” و”لا غردير”. قطر تمتلك أحسن الملاعب الرياضية وأحسن المدربين، وفازت بشرف تنظيم كأس العالم 2022، كما تملك أيضاً نوادي واستثمارات في كرة القدم في فرنسا واسبانيا.
مستوى الدخل الفردي في المتوسط العام عند القطريين ما يعادل 100 مليون سنتيم مغربي سنويا، قطر تمتلك ربع الموسوعة الحرة “ويكيبيديا” قطر تستضيف ملحقات كبريات الجامعات البريطانية والفرنسية والأمريكية، وتمتلك مراكز دارسات عديدة استقطبت بها عديد الكفاءات العربية والعالمية وأصبحت قبلة لكل النخب الفكرية والعلمية عبر العالم.
قطر تمتلك استثمارات عديدة في عدة دول عربية فتمتلك مجمعات سكنية، سياحية وتجارية في مصر ، وتونس والمغرب، وفلسطين وسوريا، كما اشترت مصرفاً لبنانياً في 2007، بمبلغ 180 مليون يورو وتملك في الأردن صندوق استثمارات، وهي لديها استثمارات في جميع أنحاء أوروبا، في البرتغال، وموناكو ، وألمانيا واليونان وغيرها، كما استثمرت في أستراليا، وفي آسيا وتستغل ملاين الهكتارات في إفريقيا الصالحة للزراعة.
قطر تمتلك أكبر إمبراطورية إعلامية وبدونها سيتسكع ألاف المشارقة والمغاربة في الشوارع دون أن يتفرجوا في البارصا والريال، قطر تمتلك ولديها ما لا سطر حصر ولا كلام نطق كل هذا ليس لأن قطر تمتلك الغاز ونحن نمتلك “الوز”، الأمر واضح تماما، إن من يمتلك زمام الأمور هناك رغم كل ما يمكن أن يسجل في نظامهم السياسي الشمولي ومن نقاط ضعف أخرى، ومهما “تزهونوا” ورقصوا فإن ما أوصلوا به بلدانهم من تنمية حقيقية وحجزوا لأنفسهم مكانة كبيرة في السياسة الخارجية الدولية يشفع لهم أو على الأقل يؤجل أي انتقاد قد يطالهم في الوقت الحالي.
أيها القوم إن كانت قطر تمتلك الغاز، فنحن نمتلك الفوسفاط والذهب والفضة و2 بحورا وفلاحة ووو، تم إننا نمتلك طاقة بشرية لا تمتلكها قطر ولا دول الخليج لو أحسنا الاستثمار فيها لكنا من بين البلدان المتقدمة ورأينا الخليجيين يقبلون أرجلنا عوض أن نهرول نحن عندهم، بينما نحن نَعُد في إنجازات قطر، جاءت المفارقة حينما وقفت عل تصنيف لدراسة جديدة لمجلة “فورين بوليسي Foreign Policy ” الأمريكية المختصة في شؤون السياسات الخارجية –نشرتها على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين 24 يونيو2013- ، جاء المغرب جنبا إلى جنب مع الدول المهددة بالفشل وعدم الاستقرار، بحيث تراجع المغرب بست درجات في سلم الفشل، حيث انتقل تصنيفه من الرتبة 87 سنة 2012 إلى الرتبة 94 سنة 2013، متقدما على جميع دول شمال إفريقيا، بعدها يكذبون علينا نحن المغاربة نحن أذكى شعب وأرفه شعب وأحسن بلد في العالم، أيها السادة فيقوا من غفلتكم فتلك كذبة تاريخية مصدرها أنظمتنا المغاربية التي تريد قلب المعادلة في كل شيء.
https://www.facebook.com/LhoussaineEl
el.mezouary.lhoussaine@gmail.com
لاسبيل للمقارنة فيما كتبت،يجب عليك معرفة الحقيقة جيدا ،وبعد ذالك تعمل مقارنة،
ملايين السنوات الضوئية تفصلنا عن الديمقراطية الحقيقية (من المحيط إلى الخليج)،أما ما أقدمت عليه قطر هو مسرحية أو عملية تجميلية لنظام مترهل ،لم يعد يتماشى و صورة راعية الثورات العربية وحامية الأفكار الثورية (ياسلام) . الموضوع الذي طرحه صديقي الحسين لا يخرج عن النقاش الجديد القديم أو الحوار الثقافي بين الشرق والغرب (الاسلامي) فعندما وصل كتاب ” العقد الفريد”إلى الشرق ،رد المشارقة قائلين عبارة ” بضاعتنا ردت إلينا “الشهيرة ،إن مقولة الغرب (الاسلامي ) المتقدم والفقير والشرق المتخلف والغني ،تلخص صورة نمطية ،لمجتمع معطوب ظل طريقه نحو التنمية ،لكنها مقولة تملك حظوظ الصحة ، لأن التقدم لا يعني النقل الميكانيكي للتكنولوجيا(حالة السعودية) دون استيعاب شروطها ومؤشرات التنمية البشرية تؤكد استفحال الامية رغم ارتفاع دخل الخليجيين ،ولا يعني اقتصاد ريعي يعتمد على منتوجات غير متجددة وقابلة للنضوب(حالة قطر وأخواتها) ومن المثقفين الذين تناولوا هذا الموضوع ( النفط) نجد الراحل عبد الرحمان منيف. الذي انتقل من فكرة الصراع على النفط ،إلى مساءلة تحول النفط إلى ريع للإغتناء يحرض على الاخضاع والكسل الفكري ، حيث تتم إعادة إنتاج الكسل .ويشكل حدث اكتشاف النفط حدثا مفصليا في تاريخ الخليج. و هذا مايسميه الناقد فيصل دراج بالحكاية – الأم حيث ظهرت شخصية المثقف النفطي ،الذي ينصر السلطوية النفطية و يمتهن الثقافة . وحتى أتفاعل مع أخي الحسين ،أود أن أطرح عدة نقط دالة على عمق المفارقة التي نعيشها اليوم : 1- مسألة الأمن القومي (لو حولنا دبي والدوحة إلى شيكاكو و نيويورك ،هل نحن قادرين على حمايتها من أي هجوم إيراني أو إسرائيلي محتمل قد يحولها في دقائق إلى ما كانت عليه في الجاهلية ؟ 2- في الوقت الذي تقوم فيه دول الخليج بشراء الأندية الأوربية والسندات البنكية من الخرج ألا تشعر تلك الدول بواجب أخلاقي اتجاه دول تموت جوعا مثل الصومال وغيرها؟3 -ألم تبارك قطر تقسيم السودان ؟ 4 -أليست قاعدة السيلية أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الاوسط؟ 5- حسب نظري قطر منخرطة في لعبة قذرة ظاهرها الربيع العربي وباطنها شرق أوسط جديد وخريطة جديدة في طور التشكل برعاية غربية وأمريكية 6- الفكرة التي يتقاسمها كثير من المغاربة اليوم والتي ترى بأن المغرب قريب أكثر من أوربا ولولا موسم الحج لما التفت المغاربة إلى الشرق بالمرة