الغش في الامتحان والمحسوية في التوظيف عدوان على المجتمع وقيمه
في الوقت الذي ينهمك فيه بعض طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس في دراستهم يوصلون الليل بالنهار طوال السنة لتحقيق افضل النتائج،وترى آباءهم حين يخرجون من الامتحانات يسألونهم بلهفة عن الاسئلة وكيف أجابوا عنها..ترى اخرين بالمقابل ويا للعجب يسألون ابناءهم عن الحراسة اكثر مما يسألون عن اسئلة الامتحان..في الوقت الذي يكد فيه النوع الاول لتربية ابنائهم ويسعى الابناء بدورهم الى ان يكونوا في مستوى طموحات وظن الاباء والمجتمع بالجد والمثابرة ونكران الذات بسهر الليالي طلبا للعلا ، تجد النوع الثاني وياحسرة على العباد والبلاد والمجتمع يحثون ابناءهم على الغش ،ولاعجب ان ترى بعض ابناء هؤلاء يشتغلون بتطوير اساليب الغش باساليب عصرية اكثر مما يشتغلون في مذاكرة وفهم الدروس.يبددون الوقت لتطوير اساليب عصرية للغش بشكل يصعب معها رادار المدرس الحارس النابه أحيانا التقاط دبدبات الغاش لحظة تلبسه بالجرم .النوع الاول من الاباء وابنائهم نوع محمود ومطلوب لأنهم التزموا بقوانين الامتحان والمجتمع وبمبدأ “من غش ليس منا”.والنوع الثاني نوع مذموم وسلبي ،ولايصلحون للبناء ،لأنهم لا يلتزمون بالقوانين ولا المبادىء الدينية والاخلاقية الرفيعة .الوزارات وحدها ليست مسؤولة فيما يحدث من الغش في كليات ومدارس البلد خاصة إذا استحضرنا إفادات وزارة التربية الوطنية وحدها التي رصدت هذه السنة في الدورة العادية 1965 حالة غش في مجموع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ..فتدني قيم الجدية لدى قطاع غير قليل من الاهالي والطلاب والمتعلمين وكذلك استفحال ظاهرة العنف ضد المدرسين اثناء القيام بمهامهم مسؤول ايضا عن هذا الخلل.قطاع كبير لايهمه الا تحقيق المنافع والارباح ولو بالخيانة والحرام ، ومن جهة اخرى الحصول على الشكليات والنتائج حتى لمن لا يستحقها. مما يثير حالة من الاحباط لدى الطلاب والمتعلمين الجادين وأهاليهم الذين يرون بان ساعات الدراسة الطويلة والتعب والنفقات لن تنفعهم امام المحتالين الكسلاء الذين يحققون درجات افضل و”نجاح” اكيد بالغش والخداع .
أختي المواطنة ، أخي المواطن،
عزيزي الطالب، عزيزي التلميذ،
الغش والتزوير وتهديد المدرسين هي عدوان على المجتمع وقيمه والمؤسسات الاساسية لبناء مواطنيه واجياله المقبلة.
الغش والتزوير وتهديد المدرسين من الافعال القبيحة التي تعد جريمة كبرى يجب ان تلاحق بكل جدية، وايقاع العقوبات الرادعة بفاعليها والمستفيدين منها.
ليس فقط الغش في الامتحان وتهديد المدرسين وحدهما هي التي تهدم المجتمع ،بل ايضا بيع الوظائف في الاسواق السوداء او الحصول عليها بسبب الولاء الحزبي او القبلي هو مايجر المجتمع أيضا الى الهاوية..
على الجهات الواصية ، كما على الاهالي ورجال الدين والمجتمع المدني والاعلام ان يلعبوا دورهم لحماية تكافوء الفرص والشفافية ، ولمحاصرة ممارسات الغش الاجرامية والاعتداء على المدرسين والزبونية في التوظيف والتربية ضدهما كما يتم التربية ضد التدخين والمخدرات والرشوة وغيرها من الافات الاجتماعية الاخرى التي تنخر البلاد والعباد..